لماذا وضع رضا شرف الدين فجأة ضمن قائمة المطلوبة رؤوسهم ؟ سؤال يستوجب الطرح خصوصا وأن الأمر يتعلق برجل يعتبر نفسه مسالما ولم يكن حتى ضمن قائمة المتمتعين بحراسة شخصية . فشرف الدين هو رئيس النجم الرياضي الساحلي الفريق العريق الذي يملك قاعدة جماهرية كبيرة ويعتبر من ضمن اعتى الفرق وأشرسها في المواجهات المحلية والقارية ..وقد نجح في بلوغ نهائي كأس إفريقيا منذ أيام قليلة فقط ..وشرف الدين هو من قيادات حركة نداء تونس في الساحل وقد خاض معارك سياسية شرسة في الجهة أهلت حزبه للفوز بنصيب هام من المقاعد متقدما على خصومه وأهلته للحصول على مقعد في أول مجلس لنواب الشعب في الجمهورية الثانية ..وهو كذلك احد المساهمين في قناة التاسعة التي اثار احد ابرز وجوهها الا وهو معز بن غربية ضجة اعلامية كبرى من خلال الفيديو الذي بثه من سويسرا وتحدث فيه عن محاولة لاغتياله . ذاك هو شرف الدين لكن لماذا محاولة الاغتيال الآن وهناك ومن ترى يقف وراءها ؟ فمن حيث التوقيت فان ضربة مثل هذه تأتي والنجم يستعد لخوض نهائي كأس افريقيا والبطولة الوطنية تشهد تنافسا حادا خصوصا بين النجم والافريقي على خلفية تأجيل لقائهما المتأخر لما بعد الدربي .. وتأتي أياما بعد فيديو بن غربية وفي ظرف بدأت الاصوات تتعالى داخل النداء بضرورة تغيير الحكومة وفي ظل حديث عن فشلها في وقت يعيش فيه نداء تونس حراكا بلغ حد المواجهات بين حساسياته الشيء الذي دفع رئيس الدولة للتدخل الأحد القادم بوصفه مؤسس الحزب أما من حيث المكان فاختيار مدينة سوسة التي شهدت أسوأ جريمة في حق تونس وفي حق الأبرياء من السياح يحمل أكثر من معنى أبسطها إبلاغ الرأي العام العالمي أن تونس لن تكون وجهة آمنة وأن احد أكثر الشخصيات شعبية بها والذي يحظى بحب الجماهير وبالتالي بحمايتها استهدف في وضح النهار وفي الشارع وعلى مرأى ومسمع من الجميع ومحاولة اغتيال شرف الدين قد تهدف كذلك الى إقحام الجماهير الرياضية في معركة تتوفر كل الظروف لإشعالها ولا تنتظر الا من يسكب الوقود ..وقد تهدف كذلك إلى الإقناع بأن ما ورد على لسان بن غربية حقيقة وان المسألة تتجاوزه لتشمل القناة ومن ورائها من ممولين وقد تهدف كذلك إلى إدخال البلاد في أزمة سياسية كبرى يضرب فيها النداء الحكومة ويحمّلها المسؤولية في اغتيال احد قيادييه وبالتالي تدخل حركة نداء تونس في معارك إضافية أخرى . وبغض النظر عن هوية الرأس المدبر والإمكانات التي توفرت له في هذه العملية فإن إعمال النظر في قدراته التكتيكية والإستراتجية يستوجب الوقوف عنده فاختيار شخصية رياضية وسياسية وإعلامية يرمي إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد لكن من ألطاف الله أن ذلك لم يتحقق ليكون شرف الدين أول شخصية تستهدف بالاغتيال وينجو منه ..لكن هل كل مرة ستسلم الجرة وهل سيتواصل مسلسل إرباك البلاد كلما بدأت تشهد استقرارا وأي إستراتجية أمنية ستضع حدا لكل هذا ..أسئلة تتطلب إجابات عاجلة