أطاحت ليلة أمس الأول الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بسوسة بنحو ستين مفتشا عنهم في عدة قضايا من أهمها السرقة بمختلف أنواعها ومسك واستهلاك وترويج المواد المخدرة وبيع الخمر خلسة، والاعتداء بالعنف الشديد والانتماء إلى تنظيم إرهابي محظور، وذلك في حملة واسعة النطاق بكامل مرجع نظرها الممتد على ثلاث مناطق للأمن الوطني بكل من سوسةالمدينةوسوسة الشمالية (حمام سوسة) وسوسة الجنوبية (مساكن) تخللتها سلسلة من الكمائن والمداهمات بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمتين الابتدائيتين بسوسة 1 وسوسة 2. وحسب المعطيات المتوفرة فإن الوحدات وفي إطار التصدي للمظاهر المخلة بالأمن العام ومكافحة الجريمة بمختلف أنواعها بما فيها الإرهابية ألقت القبض ليلة أمس الأول على نحو ستين شخصا محل تفتيش لفائدة وحدات أمنية وقضائية مختلفة للاشتباه في مسؤوليتهم عن سلسلة من الجنح والجنايات من بينهم شاب وصف أمنيا بالعنصر الإجرامي الخطير صادرة في شأنه تسعة مناشير تفتيش بعد الاشتباه في تورطه في سلسلة من القضايا. إرهابي في نزل وخلال هذه الحملة نجح الأعوان أيضا في الإطاحة بعنصر إرهابي متخف داخل نزل بسوسةالمدينة، ووفق معلومة حصرية تحصلت عليها «الصباح» فإن المشتبه به متشدد ديني ومحل تفتيش في قضية إرهابية فر من تونس الكبرى توقيا من إيقافه واختار سوسة حيث استقر مبدئيا في نزل استعدادا لتسوغ منزل إلا أن الأعوان استرابوا من أمره، وبعرض هويته على الناظم الآلي تبين أنه محل تفتيش من أجل تهمة إرهابية فحرروا محضرا في الغرض ثم أحالوه بالتنسيق مع السلط القضائية على مصدر التفتيش. حجز أزياء نظامية وخلال نفس الحملة تمكن الأعوان من القبض على شاب في بداية العقد الثالث من العمر وحجز مجموعة من الأزياء النظامية التي تهم أسلاك الأمن والحرس الوطنيين والسجون والإصلاح، وذلك في أعقاب مداهمة منزل بالجهة، وقد أثبتت التحريات الأولية عدم وجود شبهة إرهابية بعد أن أكد الموقوف أن حيازته لها وارتدائها مجرد هواية في انتظار تقدم الأبحاث. إيقاف جارين متشددين وفي إطار التوقي من الأعمال الإرهابية وإحباط أية مخططات تهدف لزعزعة أمن البلاد وتجفيف منابع الإرهاب وتعقب الخلايا النائمة تمكن الأعوان إثر عملية استخباراتية من القبض على متشددين دينيا أحدهما تلميذ عمره 18 سنة قاطنين بجهة هرقلة، تبين أنهما متبنيان الفكر الداعشي الإرهابي ويخططان للسفر إلى بؤر التوتر بدعوى «الجهاد». ووفق ما توفر من معلومات فإن أحد المحتفظ بهما شقيق لإرهابي متواجد منذ نحو عام في سوريا ويقاتل إلى جانب ما يعرف بتنظيم الدولة (داعش) تبين أنه يتواصل معه عبر «الميسانجر» فيما تبين أن العنصر المحتفظ به الثاني قام بالتفريط في دراجته النارية استعدادا للسفر، وقد ذكرا لدى سماعهما الأولي أن إمام خمس مباشر بأحد مساجد الجهة شجعهما على السفر إلى سوريا، ولكن بجلبه والتحري معه أنكر ما نسب إليه، كما تبين أنه مكلف من وزارة الشؤون الدينية رغم ما عرف عنه من تشدد ديني، وقد أذنت السلط القضائية بإحالته بحالة تقديم فيما أحيل المشتبه بهما الآخران بحالة احتفاظ رفقة المحجوز المتمثل أساسا في هاتفين محمولين يحتويان على مقاطع جهادية وإرساليات وغيرها. ومن المنتظر أن تتواصل الحملات الأمنية الهادفة لوحدات إقليم الأمن الوطني بسوسة المعززة بالانتشار المكثف للدوريات الأمنية في مختلف النقاط وتركيز نقاط قارة وخاصة في المفترقات الرئيسية والمنطقة السياحية إضافة إلى الكمائن والمداهمات للتصدي لمختلف المخططات الإجرامية والإرهابية. أبو محمد جريدة الصباح بتاريخ 17 ديسمبر 2015