تواترت الاعتداءات داخل المساجد في الفترة الأخيرة مما جعل المساجد تشهد نوعا من الفوضى وفي هذا الإطار، أكّّد لنا صادق العرفاوي مستشار وزير الشؤون الدينية في اتصال هاتفي أنّ المساجد تشهد حالة فوضى منذ ثورة جانفي 2011، مبيّنا أنّ الوزارة وفي فترة نورالدين الخادمي الوزير حاولت فضّ هذه المشاكل حيث قامت بتسوية وضعيات 600 مسجد، في انتظار دراسة بقية وضعيات المساجد. وبيّن العرفاوي أنّ أطرافا سلفية ترغب في تغيير الأئمة ممّا تسبّب في مشاكل بعدد من المساجد مثل سيدي بوزيدوباجة وغار دماء وتونس، وهو ما اعتبره العرفاوي بالأمر المرفوض. كما قال العرفاوي أنّ وزارة الشؤون الدينية كوّنت لجنة الربط والمتابعة أسندت لها مهمة محاورة مختلف الأطراف في المساجد. ومن جهة أخرى، أكّد العرفاوي قناعة الوزارة بوجود عدد من الوضعيات التي لا تعالج إلاّ بالطريقة الأمنية، مبيّنا إحالة عدد من الملفات إلى الأمن. وفي هذا السياق، أكّد العرفاوي إمكانية تدخل قوات الأمن داخل المساجد في صورة وجود خطر يحدق بأمن المصلين وأنّه في أقصى الحالات يقوم أعوان الأمن بمحاصرة الجامع. وبيّن العرفاوي أنّ ظاهرة الاعتداءات في المساجد معقّدة وتعالج من عدّة زوايا وتستوجب توخي المرونة والتدرّج لأنّ الوضع في البلاد لا يحتمل استعمال القوّة، مؤكّدا أنّ الوزارة ستضع يدها على كلّ المساجد دون استثناء في الفترة القادمة. وفيما يتعلّق بحادثة جامع الهداية بولاية باجة أمس الاثنين، قال صادق العرفاوي أنّ مجموعة سلفية متطرفة حاصرت الجامع وطلبت عزل الإمام ولولا تدخّل المواطنين لوقعت أعمال عنف، مضيفا أنّ مجموعة السلفيين سبّت الجلالة وتلفظت بعبارات مسيئة بالأخلاق داخل المسجد وهو ما يؤكّد أنّها أطراف مشبوهة. كما أكّد أنّ الوزارة تتابع في هذه الحادثة عن كثب وستحقق فيها، قائلا أنّ الأطراف التي قامت بالشغب تمّ تسجيل أسمائها وسيحقق معهم لتحذيرهم من إعادة المغبّة مرة ثانية. وتطرق العرفاوي أيضا إلى حادثة جامع الرحمة بغار الدماء حيث طعن مصلي بسكين وقرّرت إثرها وزارة الشؤون الدينية عزل الإمام جمال الكحلاوي باعتباره سببا في الحادثة.