قدم 14 عضوا من مجموع 18 من أعضاء المجلس العلمي بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس استقالتهم من المجلس بسبب خلافات مع وزارة الاشراف بشأن أشغال توسعات بالمعهد ومطعمه الجامعي وبسبب "القرارات الفوقية" للوزارة التي تجاهلت مطالب الاساتذة في بناء ورشة ومخابر لقسم هندسة الاساليب يفتقر اليها المعهد منذ سنوات طويلة بحسب ما صرح به الكاتب العام المساعد للنقابة الاساسية لاساتذة المعهد سليم بن حليمة لمراسل (وات) بالجهة. ونبه بن حليمة الى الفراغ الاداري البيداغوجي الذي انجر عن هذه الاستقالة، موضحا أنه إلى جانب ممثلي الاقسام ومديرهم فإن مدير الدراسات والتربصات استقال بدوره من المجلس في حين أن استقالة مدير المعهد ورئيس المجلس العلمي ستكون بعد نهاية امتحانات السداسي يوم الثلاثاء القادم بحسب قوله. وكان المعهد شهد خلافات حادة بين الطرفين خلال اليومين الماضيين بسبب شروع مقاول في بناء توسعة للمطعم الجامعي بالمؤسسة فوق الارض التابعة للمعهد بدل البناء العمودي الامر الذي يحول وفق الاساتذة والمدير دون بناء المخابر والورشة المراد إحداثها. وقد منع مدير المؤسسة المقاول من القيام بالاشغال بدعوى عدم تمكينه بما يفيد بمجال اشغال التوسعة التي جاءت بقرارات فوقية من الوزارة وديوان الخدمات الجامعية دون استشارة المعهد وإطاره البيداغوجي والعلمي إضافة إلى تزامنها مع امتحانات الطلبة. وبين بن حليمة أن "تجاهل" سلطة الاشراف للمطلب البيدوغوجي للمجلس العلمي رغم طابعه الملح باعتبار ان افتقار المؤسسة لورشة ومخابر في هندسة الاساليب يضطر منذ 10 سنوات الطلبة الى التنقل الى قابس وزغوان لتلقي الدروس في الاختصاص المذكور "يدعو إلى الريبة» حسب تقييمه. وقال إن تجاهل مطلب تخصيص الارض لبناء الورشة والمخابر والقيام بتوسعة المطعم وفق الية البناء العمودي على الرغم من الدعوات والجلسات والاضرابات المتكررة لسنوات في الغرض ليس له من تفسير غير شبهة الفساد. واستدل على رأيه بغياب التصاميم الهندسية الاصلية للبناية التي تعد حديثة حيث أنجزت في بداية التسعينات من أجل معرفة ما اذا كانت أسس البناية تخول التوسع من خلال البناء العمودي فضلا عن وجود عديد التشققات في الورشات والبناية بشكل عام بحسب ذات المصدر. من جهة أخرى أصدرت النقابة الاساسية لاساتذة المعهد مساء امس بيانا استنكرت فيها ما قالت عنه التهديد بالمساءلة الادارية والتتبعات القضائية من قبل سلطة الاشراف في حق مدير المعهد الذي لم يخالف التراتيب الإدارية والقانونية في تعاطيه مع هذا الملف في ظل عدم إعلامه بإنجاز أشغال التهيئة التي تزامنت مع إجراء امتحانات نهاية السداسي الأول الأمر الذي أثّر سلبا على حسن سيرها بحسب نص البيان. وعبر الاساتذة عن مساندتهم لمدير المؤسسة المنتخب الذي نفذ قرارا المجلس العلمي للمؤسسة واصفين التهديد وعدم إشراك الهياكل البيداغوجية المنتخبة بالمعهد في تحديد حاجيات المؤسسة من فضاءات التدريس والورشات والمخابر "بممارسات العهد البائد".