مجلس الحرب الصهيوني يقرر استمرار العملية العسكرية في رفح    هل يساهم تراجع التضخم في انخفاض الأسعار؟.. خبير اقتصادي يوضّح    أريانة.. غلق المصب العشوائي بسيدي ثابت    طقس الليلة: مغيم مع هبوب رياح قوية في كافة مجالاتنا البحرية    ياسمين الحمامات.. القبض على تونسي وامرأة اجنبية بحوزتهما كمية من المخدرات    مدنين: حجز أكثر من 11 طن من الفرينة والسميد المدعم وحوالي 09 أطنان من العجين الغذائي    فتح بحث تحقيقي ضدّ المنصف المرزوقي    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة 'سينما تدور'    لأول مرة في مسيرته الفنية: الفنان لمين النهدي في مسرحية للأطفال    وزير الداخلية يلتقي نظيره الليبي اليوم في تونس    وفاة مقدم البرامج والكاتب الفرنسي برنار بيفو    رياض دغفوس: لا يوجد خطر على الملقحين بهذا اللقاح    الكاف: برنامج للتسريع في نسق مشاريع مياه الشرب وتدعيم الموارد وايجاد حلول للمشاريع المعطلة    زين الدين زيدان يكشف عن حقيقة تدريبه لنادي بايرن ميونيخ الألماني    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    التحديث الجديد من Galaxy AI يدعم المزيد من اللغات    عاجل : القاء القبض على السوداني بطل الكونغ فو    مدنين: استعدادات حثيثة بالميناء التجاري بجرجيس لموسم عودة أبناء تونس المقيمين بالخارج    تصنيف اللاعبات المحترفات:أنس جابر تتقدم إلى المركز الثامن.    كرة اليد: المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري من 6 إلى 8 ماي الجاري بالحمامات.    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    النادي الصفاقسي يتقدم بإثارة ضد الترجي الرياضي.    التيار الشعبي : تحديد موعد الانتخابات الرئاسية من شأنه إنهاء الجدل حول هذا الاستحقاق    بداية من مساء الغد: وصول التقلّبات الجوّية الى تونس    تعرّض أعوانها لإعتداء من طرف ''الأفارقة'': إدارة الحرس الوطني تُوضّح    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024    ناجي جلّول يترشح للانتخابات الرئاسية    عاجل/حادثة اعتداء تلميذة على أستاذها ب"شفرة حلاقة": معطيات وتفاصيل جديدة..    سليانة: حريق يأتي على أكثر من 3 هكتارات من القمح    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة تفادي النزول    جندوبة: تعرض عائلة الى الاختناق بالغاز والحماية المدنية تتدخل    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    عاجل/ حزب الله يشن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنات ومواقع صهيونية    اليوم: طقس بمواصفات صيفية    مطالب «غريبة» للأهلي قبل مواجهة الترجي    صادم: قاصرتان تستدرجان سائق سيارة "تاكسي" وتسلبانه تحت التهديد..    مصادقة على تمويل 100 مشروع فلاحي ببنزرت    جندوبة .. لتفادي النقص في مياه الري ..اتحاد الفلاحين يطالب بمنح تراخيص لحفر آبار عميقة دون تعطيلات    ثورة الحركة الطلابية الأممية في مواجهة الحكومة العالمية ..من معاناة شعب ينفجر الغضب (1/ 2)    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة السابعة    إسرائيل وموعظة «بيلار»    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب هذه المنطقة..    عاجل/ مقتل شخصين في اطلاق نار بضواحي باريس..    عمر كمال يكشف أسرارا عن إنهاء علاقته بطليقة الفيشاوي    أنباء عن الترفيع في الفاتورة: الستاغ تًوضّح    منافسات الشطرنج تُنعش الأجواء في سليانة    القيروان ...تقدم إنجاز جسرين على الطريق الجهوية رقم 99    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة    أهدى أول كأس عالم لبلاده.. وفاة مدرب الأرجنتين السابق مينوتي    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    مختصّة في أمراض الشيخوخة تنصح باستشارة أطباء الاختصاص بشأن أدوية علاجات كبار السن    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف تفاصيل مذهلة عن القضقاضي : القصة الكاملة للسارق"غلاّف الصالونات " الذي تحوّل الى إرهابي
نشر في الصباح نيوز يوم 10 - 01 - 2016

يعتبر أحمد المالكي المكنّى ب"الصومالي" مفتاحا لعدة الغاز تشوب سلسلة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي عاشتها تونس..فقد عايش عددا من الارهابيين الذين قاموا بعمليات الاغتيالات او خططوا لعمليات ارهابية وقتلوا او فروا واستمع اليهم يروون تفاصيل حول عملياتهم وحول خفايا تنظيم انصار الشريعة ..وفي هذه الورقات سنسعى للكشف عن ما رواه المالكي في اعترافاته لدى الباحثين .
من السارق"غلاف صالونات" الى ارهابي
نشأ "الصومالي " وترعرع في كفالة والديه بجهة الملاّسين وزاول تعليمه الى حد السنة الثالثة من التعليم الثانوي بأحد المعاهد بحي الغزالة بأريانة، بعد انقطاعه عن الدراسة تلقى المالكي تكوينا في اختصاص الميكانيك وفي سنة 1998 تم ايداعه بالسجن بتهمة السرقة من داخل محل مسكون، في سنة 2000 سافر المالكي الى ليبيا حيث عمل هناك في مجال تغليف الصالونات لمدة سنة ونصف ثم عاد مجددا الى تونس ليبقى عاطلا عن العمل لأكثر من سنة.
تزوج المالكي وأنجب ابنين. لم يكن في البداية يؤدي الصلاة ولكنه منذ سنة 2010 أصبح يؤدي فرائضه الدينية بالتزام وبعد أحداث الثورة التقى احمد المالكي بكريم العيّاري الذي ينتمي الى تنظيم أنصار الشريعة والذي غادر السجن بعد الثورة لأنه سبق وأن تورط في قضية ذات صبغة ارهابية تتعلق بتحوله الى سوريا وقد تمتع بالعفو التشريعي العام بعد ان قضى 5 سنوات بالسجن وكان المالكي والعياري يتطرقان خلال لقاءاتهما الى مسائل فقهية ودينية تتمحور حول "الجهاد"، وبعد لقاءات عديدة بين أحمد المالكي وصديقه عرض عليه هذا الأخير الإنضمام الى ذلك التنظيم بعد أن أخبره أن التنظيم يسعى الى تطبيق الخلافة الإسلامية بتونس وبأنه امتداد لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي طالبا منه مبايعة أبو عياض عبره فلبى طلبه وبايع زعيم التنظيم .
الانضمام للتنظيم
بعد أن انضم المالكي الى تنظيم أنصار الشريعة تعرف على بعض قياداته على غرار رياض اللواتي المكنى "أبو عبيدة" ليشرع في النشاط معهم بالمشاركة في العديد من الخيمات الدعوية وحضور الخطب الدعوية لكمال زروق وقيادات أخرى بالتنظيم على غرار المدعو شكري والمكنى "أبو مهند".
في سنة 2013 قرر احمد المالكي رفقة شخصين آخرين السفر الى سوريا وبوصوله والشخصين الآخرين الى مدينة اللاذقية تمت تزكيته لدى أمير جبهة النصرة وهو سوري الجنسية ويكنّى "الجولاني" وقد أشرف هذا الأخير على عملية إلحاق أحمد المالكي بأحد المعسكرات التابعة له وتلقي تدريبات بدنية وعسكرية حول تفكيك وتركيب أسلحة "الكلاشينكوف"،"البيكا" و"الأر بي جي"والرماية وقد دامت فترة تدريب "الصومالي" حوالي الشهر ثم تم تكليفه بعد ذلك بحراسة المنافذ المؤدية الى المدن الحدودية.
بعد خمسة أشهر وتحديدا يوم غرة جويلية 2013 عاد "الصومالي " الى تونس، ويوم 23 جويلية 2013 اتصل به المتهم رياض اللواتي( لقي حتفه في احداث رواد) وأخبره أنه سيتم اغتيال جاره بالسكنى الشهيد محمد البراهمي وطلب منه مغادرة الجهة تفاديا للتتبعات العدلية التي قد تلحقه، يوم 25 جويلية 2013 واثر تنفيذ عملية اغتيال البراهمي وفرار الصومالي من منزله اتصل به رياض اللواتي واخبره أن أعوان الأمن بصدد البحث عنه ثم ضرب معه موعدا للقاء واصطحب اللواتي المالكي على متن دراجة نارية الى منزل بمنطقة رواد
اعترافات قاتل البراهمي
بالمنزل الذي نقله اليه رياض اللواتي التقى أحمد المالكي بأبي بكر الحكيم منفّذ عملية اغتيال البراهمي فاستفسره عن كيفية قيامه بعملية الإغتيال وسبب ذلك فأخبره أن تنظيم أنصار الشريعة بتونس يسعى الى بث الفوضى والبلبلة بالبلاد وذلك عن طريق قتل السياسيين والإعلاميين حتى يتمكن التنظيم من "إنارة صورته" وليبيّن قوته لدى مناصريه ويتمكن بالتالي من اسقاط النظام القائم واقامة امارة اسلامية وكشف أبو بكر الحكيم لأحمد المالكي كيف تمت عملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي قائلا له بأنه أطلق النار على الشهيد البراهمي عدة مرّات باستعمال مسدسين أحدهما نوع "بيريتا" والثاني نوع" سميث" ثم لاذ بالفرار كما أطلعه الحكيم على المسدسين اللذين استعملهما في عملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي.
ظل الصومالي بمنزل رواد مدة عشرة أيام مع أبو بكر الحكيم وقد أخبره هذا الأخير أيضا عن برنامج ومخطط تنظيم أنصار الشريعة معلما إياه بأن التنظيم يسعى جاهدا الى بث الفوضى من خلال القيام باغتيالات سياسية وأعلمه أن هناك أهدافا جاهزة للإغتيال بينها "مية الجريبي"،"كمال مرجان"، "ابراهيم القصاص"، "عامر العريض" وأسماء أخرى كما علم الصومالي من الحكيم أن هذا الأخير كانت بحوزته أسلحة متنوعة نوع "بيكا" و"كلاشينكوف" ومسدسين وأربعة قنابل يدوية وقنبلة نوع "تي أن تي" من فئة 5 كلغ وكمّية كبيرة من الذخيرة من عيارات مختلفة..
وأخبر الحكيم المالكي أيضا أن جزء من الأسلحة التي بحوزة تنظيم أنصار الشريعة قد تم التفطن لمكان اخفائها من قبل أعوان الأمن وخاصة بمستودع المنيهلة كما أعلمه أنه يتحوز على سلاح ناري" كلاشينكوف" لدى شخص يكنى "الطويل" هذا وبعد أن جدت الاحداث بجهتي سوسة والوردية والتي تمكن من خلالها أعوان الأمن من الإطاحة بمجموعة من قيادات أنصار الشريعة بتونس قدم المظنون فيه رياض اللواتي وطلب من المالكي وبقية مرافقيه مغادرة المنزل بسرعة والإختفاء عن الأنظار بعد أن أعلمهم وأن "الطبيب" ويقصد عبد الرؤوف الطالبي من بين الذين تم ضبطهم بمنزل الوردية على علم بمكان تواجدهم وقد مكنه آنذاك من سلاح ناري نوع "فال" و19اطلاقة وقنبلة يدوية أخفاها بين طيات ثيابه ومكنه من دراجة نارية سوداء اللون نوع "دجيليري" وطلب منه التخفي عن الأنظار لدى معارفه وفي صورة عدم تمكنه من ذلك الإتصال به.
وقد أخبر اللواتي الصومالي أنه سينقل أبو بكر الحكيم الى منزل بجهة حي التضامن وقال انه بقي يتخفى ببعض الأماكن آخرها منزل صديقه أيمن التليلي وأنه منذ ثلاثة أشهر تقريبا قدم لزيارته شخص يدعى هيكل بدر وأعلمه أنه رتب له عملية ايواء الحكيم حيث تسوغ منزلا بجهة رواد بالقرب من مركز البريد وأقام به الحكيم صحبة اللواتي وبعد مرور اسبوع تقريبا أعلم رياض اللواتي الصومالي أنه سيتحول الى جهة الكرم لملاقاة أحد الأشخاص وبعد مدة زمنية قدم رفقة محمد الناصر الدريدي وأخبره أن الدريدي هو الامير..
وبعد مرور عشرة أيام أعلم اللواتي الصومالي أن عددا من الأشخاص سيحلون بالمنزل للإقامة معهم وهو ما تم فعلا حيث أحضر معه كل من كمال القضقاضي وعلي القلعي وعلاء الدين نجاحي ومكرم الرياحي وابراهيم الرياحي وأقام جميعهم بالمنزل بعد أن أحضروا معهم سلاحي كلاشينكوف وبندقية شطاير وقنبلتين يدويتين ولغمين وحزامين ناسفين، هناك تعرف الصومالي جيدا على كمال القضقاضي المكنى "بأبي سياف" وب"وليد" وب" الزمان" نسبة الى رياضة الزمقتال .. وقد كان القضقاضي قد حلق لحيته وكان يخبرهم عن الوضع المزري للإرهابيين بالشعانبي والصعوبات التي كانوا يعانونها من جراء القصف العسكري ومن انتهاء المواد الغذائية كما تطرق الى الحديث عن المجزرة التي شارك فيها ضد دورية الجنود والخطة التي تم اعتمادها من رصد وفتح للنار وتنفيذ واستيلاء على ملابس عسكرية وأسلحة وذخيرة معلما أن السلاح الرشاش" شطاير" الذي كان بحوزته هو من بين الغنيمة من تلك العملية وأكد لهم القضقاضي ان سبب قدومه الى العاصمة هو اعادة تنظيم صفوف المجموعة المتبقية التي فقدت التواصل فيما بينها بعد أن تولى محمد الناصر الدريدي الإمارة.
اعترافات القضقاضي
ولما استفسر الصومالي القضقاضي عن كيفية اغتياله الشهيد شكري بلعيد قال القضقاضي أنه تحول بنية قتله في ثلاث مناسبات الا أنه لم يتمكن من ذلك وفي المناسبة الرابعة توجه بالدعاء الى الله بالقول حرفيا "يا ربي كان مكنتني منو ها المرة نقتلو ونبعثهولك باش تحاسبو كيف ما تحب" وأضاف القضقاضي للمالكي بأنه يوم اغتياله شكري بلعيد ترك مرافقا له على متن دراجة نارية على مقربة من مكان منزل بلعيد وترجّل نحو شكري بلعيد وإبان امتطاء بلعيد سيارته اقترب منه كثيرا وأطلق في المرة الأولى عيارا ناريا من المسدس الذي كان بحوزته في اتجاه بلور السيارة فهشمه ثم أطلق في مرحلة ثانية عيارات نحو الشهيد بلعيد وغادر المكان متجها نحو مرافقه الذي كان ينتظره على متن الدراجة النارية وقد حاول أحدهم الإلتحاق به فأطلق عيارا ناريا نحوه .. وعلل القضقاضي للمالكي أسباب اغتياله لشكري بلعيد بأن هذا الأخير "كافر" شأنه شأن بقية نواب المجلس التأسيسي وسائر أعضاء الحكومة وأخبر القضقاضي المالكي أيضا أنه تحول اثر الواقعة وبعد عرض صوره بوسائل الإعلام المرئية والمقروءة رفقة أبو بكر الحكيم الى جبل الشعانبي الا أن الحكيم لم يتحمل الوضع هناك وعاد الى العاصمة بمفرده كما طلب القضقاضي من نظرائه وجوب اليقظة وأخذ الحذر لأن "الطاغوت" حسب تعبيره تمكنوا من ضبط عز الدين عبد اللاوي لأنه اتصل هاتفيا بزوجته.
كما كشف القضقاضي أيضا للمجموعة المقيمة بمنزل رواد أنه بعد عملية الإغتيال وعرض صوره على عدة وسائل اعلام فرّ رفقة أبوبكر الحكيم الى جبل الشعانبي وأن الحكيم لم يتحمل الوضع بالشعانبي فعاد الى العاصمة بمفرده.
مبيّنا أنه كان مقتنعا أشد الإقتناع بان تلك العملية ستدخل الفوضى وتضعف النظام غير أنه يرى أن الإغتيالات لم تكن عملية ناجحة لأنها لم تربك البلاد ولم تؤد في المناسبتين (عند اغتيال بلعيد والبراهمي) الا الى مجرّد تغيير الحكومة فقط وهو ليس بالهدف الذي يطمح اليه تنظيم أنصار الشريعة.
واعترف القضقاضيكذلك أنه وعدد كبير من تنظيم أنصار الشريعة شاركوا في أحداث السفارة الأمريكية.
تكوين كتيبة"جنود التوحيد بتونس"
واعترف القضقاضي للمالكي انه وبعد تنفيذه عملية اغتيال الشهيد شكري بلعيد وفراره الى جبل الشعانبي عاد للعاصمة لتوحيد صفوف التنظيم ولتكوين كتيبة جديدة تحمل اسم" جنود التوحيد بتونس" تنضوي تحت لواء "كتيبة عقبة ابن نافع" وكان هدفها الرئيسي تخفيف الضغط على العناصر الموجودة بجبل الشعانبي، أما برنامج تلك الكتيبة فكان تصنيع عبوات ناسفة وربط الصلة بين أنصار التنظيم بكامل أنحاء الجمهورية قصد القيام بأعمال تخريبية بالداخل ضد المنشآت الحيوية والمؤسسات الأمنية والإستيلاء على الأسلحة ومن ثمّة العودة الى جبل الشعانبي وتفخيخه في مرحلة أولى ومنها توحيد الصفوف مجددا والعودة ومواجهة القوات المسلحة والسيطرة على البلاد وإقامة دولة الخلافة.
وقد كشف الصومالي أن القضقاضي أخبره خلال لقائه به أن المتواجدين بالشعانبي لا يتجاوز عددهم في تلك الفترة الثلاثون شخصا بينهم جزائريون وموريتانيون ونيجيريون وبأنهم زرعوا العديد من الألغام في أماكن مختلفة وأقاموا كمائن لأعوان الحرس والجيش مضيفا أنه خلال اقامته بمنزل برواد علم من كل من رياض اللواتي وأبو بكر الحكيم أن الجناح السري الأمني لأنصار الشريعة يقوم بجمع المعلومات ويسلمها لاحقا الى الجناح العسكري المكلف بمهمة تنفيذ الإغتيالات.
وكشف الصومالي كذلك أن الهدف من مزج مادة الأمونيتر بمواد أخرى كان لغاية التحضير للقيام بعمليات تفجيرية تستهدف العديد من الأماكن الحيوية على غرار المقرات الأمنية والعسكرية والإستيلاء على الأسلحة والذخيرة ليتمكن أتباع تنظيم أنصار الشريعة من التسلح ثم المرور الى مرحلة المواجهة المسلحة المباشرة ضد نظام الدولة
التخطيط لاحتلال حي التضامن
وفي آخر أسبوع من سنة 2013 اجتمعت عناصر تنظيم أنصار الشريعة وهم محمد الناصر الدريدي وأحمد المالكيوهيكل بدر وعلي القلعي .. قصد توزيع المهام وأعلم أمير المجموعة محمد الناصر الدريدي بقية العناصر بضرورة العمل سويا والقيام بعمل جبّار يتمثل في التخطيط للسيطرة على منطقة حي التضامن وعزلها بحكم تواجد عدد كبير من أنصار التنظيم بها ثم استهداف السجن المدني بالمرناقية وذلك بالقيام بعملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة باستعمال مادة الأمونيتر فاتفق جميعهم على ذلك وتكفل هيكل بدر رفقة علي القلعي بالتوجه الى حي التضامن وجلب سلاح رشاش ولغم كما أحضر الأول كميات من الأمونيتر وشرعوا في تحضير الخليط لإستعماله في التفجير وكل ذلك كان تحت اشراف محمد الناصر الدريدي.
وقد تولى أحمد المالكي رفقة القضقاضي مزج كميّات من مادة الأمونيتر بمواد أخرى وذلك قصد تحضيرها واستغلالها في عمليات تفجيرية تستهدف السجن المدني بالمرناقية من قبل قيادات أنصار الشريعة باستعمال الأسلحة النارية ثم اقتحام السجن وتهريب نظرائهم بالتنظيم.
وبعد مرور شهر تقريبا تسوغ المدعو هيكل بدر منزلا بجهة رواد وهو نفسه الذي جدت به اشتباكات مع أعوان الأمن يوم 3 فيفري 2014 وقد انتقلت تلك المجموعة في البداية للإقامة به ثم انقسموا الى مجموعات بمنازل مختلفة برواد وواصلوا تحضير المواد المتفجرة لإستعمالها بعد ذلك في عمليات التفجير التي خططوا لها.
وقد تمكن القضقاضي واحمد المالكي من تحضير 1000 كلغ من المواد المتفجرة لإستهداف السجن المدني بالمرناقية.
يوم 3 فيفري 2014 ولما كان أحمد المالكي موجودا بمنزل رواد والكائن بالقرب من مركز البريد اتصل به أحد عناصر التنظيم ويدعى ابراهيم الرياحي وأخبره بوجود مواجهات بين أعوان الأمن وبقية عناصر التنظيم على غرار القضقاضي والدريدي الذين كانا يتواجدان رفقة عناصر أخرى من تنظيم أنصار الشريعة بمنزل برواد الشاطئ فقرر بمعية كل من ابراهيم الرياحي ومكرم الرياحي التحول الى موقع الإشتباكات لمؤازرة نظرائهم وبمجرد وصولهم الى محيط الواقعة وكان ذلك حوالي التاسعة ليلا وجدوا عدد كبير لأعوان الأمن فدخل مكرم الرياحي الى منزل بصدد البناء في حين انسحب المالكي ومرافقه ابراهيم الرياحي من المكان بعد أن تسورا المنازل المجاورة وفرا واختفيا بمنزل آخر بجهة رواد كائن بالطابق الثالث من بناية وتحولا بعد ذلك الى مستودع بجهة برج الوزير باريانة والذي جدت به اشتباكات مع أعوان أمن حيث تم ايقافه وحجز لديه سلاح "بيكا" وسلاح "فال" وذخيرة وكمية كبيرة من الأمونيتر.
التخطيط للهجوم على مركز الأمن ببرج الوزير
يوم 7 فيفري 2014 اقترح المتهم عامر السديري وهو احد عناصر تنظيم أنصار الشريعة على أحمد المالكي وعدد من قيادات التنظيم بالقيام بعملية نوعية تتمثل في استهداف مركز الأمن الوطني ببرج الوزير وقد زكّى المالكي بدوره الفكرة
وقرروا القيام بالعملية على الساعة منتصف ليل 8 فيفري 2014 وقد قسموا الأدوار فيما بينهم حيث تقرر الشروع في العملية أثناء تواجد عدد هام من أعوان الأمن وذلك بعد رصد وصولهم حيث يتم تكليف المدعو منير الجماعي بكشف الطريق سواء عند وصولهم الى مقر المركز أو عند العودة منه في حين يتسلح احمد المالكي ومرافقه عامر السديري بسلاحي "فال" و"بيكا" الذي استعمله احدهما عندما داهمهم الامن في مستودع بالمنطقة قبل تنفيذ العملية بقليل وأطلق بواسطته الرصاص تجاه أعوان الأمن مشيرا أن السلاح الذي اطلق بواسطته النار تجاه أعوان الأمن كان تسلمه من كمال القضقاضي عندما التقاه به بمنزل رواد.
وهكذا سقط احد مفاتيح الالغاز في قبضة الامن في ليلة تاريخية احبطت مخططا ارهابيا خطيرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.