أضاف العداء الشاب توفيق مخلوفي لقبا أولمبيا جديدا للجزائر في سباق 1500 متر الثلاثاء ليسير على درب أبطال سابقين صعدوا بهذا البلد العربي إلى قمة منصة التتويج كما منح العرب أول ميدالية ذهبية في دورة لندن. وجاء مخلوفي (24 عاما) من بعيد بعد أن قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى استئنافا ضد قرار استبعاده ليتفوق على منافسيه وينهي السباق الشاق في ثلاث دقائق و34.08 ثانية. وكان مخلوفي استبعد يوم الاثنين من سباق 1500 متر بعدما اعتبر حكم أنه لا يبذل جهدا كافيا في تصفيات سباق 800 متر، لكن تم قبول استئنافه بعد أن قال طبيبه إنه انسحب بسبب الإصابة. وقال مخلوفي للصحفيين: "إنها إرادة الله. (الاثنين) تم استبعادي لكنني عدت". وأضاف: "أهدي الفوز للشعب الجزائري وللعالم العربي بأسره". ولا شك أن انتفاضة مخلوفي بعد الإصابة تعد رائعة بعدما تقدم ضمن كوكبة الصدارة ثم أنهى السباق بانطلاقة رائعة في اللفة الأخيرة. لكن فوز مخلوفي بسباق 1500 متر أثار عاصفة من الأسئلة بشأن قدرته على التعافي السريع من إصابته. ورد العداء الجزائري بالقول: "كنت أعاني من إصابة في الركبة ونصحوني بعدم المجازفة بالمشاركة في سباق 800 متر لكني كنت أرغب في المنافسة". وأضاف: "أي شخص لديه روح المنافسة ويسعى للفوز ينسى الألم. تلقيت بعض العلاجات وكنت احتاج إلى المزيد منها لكني استطعت الركض في النهاية". وأشار مخلوفي أنه ظل واثقا خلال الأزمة التي حدثت الاثنين وكان على يقين من أنه سيسمح له في النهاية بالمشاركة في سباق 1500 متر. وقال: "كانت مشكلة بسيطة. أثبت إنني كنت مصابا وحاولت بعدها التركيز على الاستعداد للسباق القادم كما أفعل عادة". وتوج هذا الانتصار عاما رائعا بالنسبة للعداء الجزائري الذي أخفق من قبل في تخطي الدور نصف النهائي في بطولتي العالم 2009 و2011. وكان أفضل زمن شخصي له في بداية 2012 ثلاث دقائق و32.94 ثانية لكنه استطاع بعدها تقليص هذا الزمن إلى ثلاث دقائق و30.80 ثانية. وعن ذلك قال مخلوفي: "لا تفوز بالميدالية الذهبية بسهولة فلقد تدربت بكل قوة لهذا الأمر". وأضاف: "كنت في حالة سيئة في بداية العام لكني قمت بتغيير مدربي والطريقة التي استعد بها لخوض البطولات. عملت بكل جد على مدار 15 عاما ولم أشاهد عائلتي إلا نادرا على مدار الأشهر السبعة الماضية". وتابع: "عندما فزت في الدور نصف النهائي هنا منحني هذا الأمر شعورا كبيرا بالقوة والثقة في قدرتي على الفوز بالسباق". وقبل مخلوفي حصلت الجزائر على ثلاث ذهبيات في هذا السباق بواقع واحدة لحسيبة بولمرقة في برشلونة 1992 ومثلها لنور الدين مرسلي في أتلانتا 1996 ثم نورية مراح في سيدني 2000.