ينذر الطقس الجاف غير المعتاد في شمال أفريقيا بأن يسبب مأزقا ماليا جديدا للمغرب وجارتيه تونسوالجزائر في وقت تسعى فيه الدول الثلاث لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وخفض الإنفاق العام. وسيأتي ارتفاع فاتورة واردات الغذاء في وقت حساس يواجه فيه المغرب احتجاجات ضد إجراءات التقشف وتبذل تونس قصارى جهدها لاحتواء اضطرابات اندلعت بسبب البطالة في حين تخفض الجزائر الإنفاق بعد انهيار أسعار النفط. والدول الثلاث إلى جانب مصر من بين أكبر مستوردي القمح في العالم وتتأثر معدلات الاستيراد بحجم الحصاد في الداخل. ويقول جون ماركس رئيس مؤسسة كروس بوردر انفورميشن للاستشارات "للجفاف أثر هائل في المنطقة...إنه يضعف الميزان التجاري ويعرقل جهود إصلاح القطاع الزراعي." وأضاف "الجفاف قد يبطئ وتيرة تخفيض الدعم المخطط له في الجزائروتونس، المغرب -أكبر مستفيد من هبوط أسعار النفط في المنطقة- قد يوجه المزيد من الموارد إلى المناطق الريفية." وفي تونس قال رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار إن من المبكر جدا قياس تداعيات الطقس الجاف. أضاف "سيكون هذا عاما قاسيا لكننا نأمل أن تكون هناك أمطار كافية في فبراير ومارس لإنقاذ الموسم." وتستورد تونس حاليا نحو 2.4 مليون طن من الحبوب سنويا بما في ذلك 1.2 مليون طن من القمح اللين غير أن خبراء ومحللين يتوقعون احتمال اتساع العجز في الميزان التجاري بسبب زيادة واردات الغذاء، كما سيزيد الجفاف من صعوبة إصلاح الحكومات لأنظمتها الخاصة بالدعم مثلما تطالب به الجهات الأجنبية المقرضة