فيما تقدر أحدث المؤشرات الخاصة بتقييم نسب نقص الأمطار الصادرة عن وزارة الفلاحة المستوى الأقصى المسجل إلى هذه الفترة ما بين 20و25 بالمائة على الصعيد الوطني بتفاوت بين الجهات.. يسيطر التوجس على المنتجين ليبلغ مع التقدم في موسم الزراعات الكبرى ذروته بتواصل انحباس المطر بمعظم الجهات طوال شهر جانفي باستثناء بعض الهطولات. وتنامت مخاوف المزارعين من شبح موسم شحيح على صعيد الإنتاج مع ما يخلفه من تأثيرات سلبية على مداخيلهم وفاتورة نفقاتهم. حول تداعيات نقص الأمطار على قطاع الزراعات الكبرى و الإجراءات ذات الأولوية الواجب اتخاذها للتخفيف من وطأة انعكاسات الجفاف انتظمت أمس باتحاد الفلاحين جلسة عمل لمتابعة موسم الحبوب ضمت الأطراف المعنية بهذا النشاط مركزيا وجهويا إلى جانب ممثلي وزارة الفلاحة عبّر خلالها المنتجون عن دقة الوضع وصعوبته خاصة بعد أن انخفاض مخزون المياه في التربة إلى أقصى مستوياته وهو مرشح إلى مزيد النضوب والامتصاص بتمادي انحباس الأمطار. ما يعيق عملية الإنبات ويشكل مؤشرا سيئا حول تطور موسم الزراعات الكبرى خاصة أن القطاع يحتاج بداية الربيع إلى كميات هامة من الأمطار لتيسير نمو وامتلاء السنابل. وفي تعليق على مجريات الموسم الحالي قال عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الفلاحية شكري الرزقي "إن الوضعية حرجة للغاية بمزارع الحبوب وتنذر بأن تكون كارثية إذا ما تواصل نقص الأمطار خلال الأسابيع القليلة القادمة.." ودعا سلطة الإشراف إلى توضيح وتحديد مجالات تحركها العاجل لمجابهة الوضع المناخي الصعب. وأورد أن لقاء الأمس أكد على ضرورة إسراع الوزارة بتمكين المناطق السقوية من المياه لتنطلق في ري الزراعات مجانا وهي من بين الإجراءات ذات الأولوية التي يتعين إقرارها لفائدة قطاع الحبوب ليتسنى تأمين الحاجيات من مخزون البذور للسنة القادمة. وتحديد أولويات الوزارة في التعاطي مع الوضع الحالي. كما خرجت التوصيات بجملة من المقترحات يأمل المشاركون عرضها على وزير الفلاحة في أقرب وقت ممكن منها ما يتعلق بإيجاد صيغة تمكن الفلاحين و الشركات المزودة لهم بمستلزمات الإنتاج من جدولة الديون التي تنذر صعوبات الموسم الحالي بأنها ستكون ثقيلة على الطرفين ما يستوجب مراعاة تداعيات الظرف الراهن الخارج عن نطاقهم. وإلى جانب المطالبة بمقابلة وزير الفلاحة تقدم الاتحاد بطلب لقاء أعضاء لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب لتحسيسهم بدقة الوضع وضرورة مساندة الفلاحين ومساعدتهم على مجابهة تأثيرات نقص الأمطار. في سياق متصل علمت «الصباح» أن وزارة الفلاحة منكبة على متابعة الأوضاع وتقييم تأثيرات نقص الأمطار على الموسم الفلاحي. وينتظر في هذا الشأن أن تخصص جلسة عمل بمقر الوزارة حول الموضوع هذا اليوم لضبط الصبغة النهائية لحزمة الإجراءات المقترح اتخاذها لفائدة الفلاحين وأولويات التدخل في تأمين مياه الشرب والري والمراعي.. وتحديد خطة للتصرف المحكم في مياه السدود التي تراجع منسوبها..على أمل أن يمن الله علينا بغيثه. منية اليوسفي جريدة الصباح بتاريخ 05 فيفري 2015