قال حسين العباسي، الأمين العام لاتحاد الشغل، إن عدم رغبة الاتحاد في الوصول للحكم جعلته مع شركائه ينجح في إيجاد حلولا للأزمة التي كادت تعصف بالبلاد بعد انتفاضة الكرامة من خلال الحوار المجتمعي الذي جنب تونس ويلات ما حدث للدول المجاورة مثل ليبيا. وأضاف العباسي في تصريحات خاصة لموقع "مصر العربية" أن نجاح الاتحاد في الخروج بتوصيات من الحوار الوطني أدت إلى استكمال مؤسسات الدولة بطريقة ديمقراطية، جاء نتيجة التحامه بمطالب الشعب وعدم الوقوف متفرجا و تدخله في الوقت المناسب لأداء دوره الوطني. وأوضح العباسي، أن نجاح الحوار الوطني في تونس نتج أيضا عن تغليب الفرقاء السياسيين لمصلحة الوطن وتخليهم عن مصالحهم الفئوية حتى أن بعضهم أقدم على اتخاذ إجراءات مؤلمة شكلت تداعيات سلبية على العديد من الأحزاب المشاركة في الحوار من أجل مصلحة تونس. وأكد العباسي على اختلاف الاتحاد عن الاتحادات العربية والدولية الأخرى بسبب ظروف نشأته التي قامت على أسس دعم الدور الوطني والسياسي والاجتماعي إبان الاحتلال الفرنسي وقيادته للحركة الوطنية خلال تلك الفترة ملتحما بالشعب لذلك اغتال الاحتلال الفرنسي الشهيد فرحات حشاد رئيس الاتحاد بعد أقل من ست سنوات من نشأة الاتحاد. وبالرغم من أدائه لدور سياسي، إلا أن العباسي يرى أن الاتحاد ليس معنيا بالوصول للحكم وإنما يريد فقط إحداث التوازن المطلوب في تونس عندما يكون هناك أزمات حقيقية وهذا ما جعل الأحزاب لا تخشى على وجودها من الاتحاد وجعلته قادرا على التدخل كلما كانت هناك مخاطر. وعن الدعوات الرائجة في بلدان الربيع العربي المطالبة بفصل العمل النقابي عن السياسي، قال العباسي إن لكل بلد خصوصيته ولكل تنظيم نقابي أهدافه لكن في الحالة التونسية لا نستطع الفصل، لأن الناس تطالب بالفصل عندما تطرح المنظمة النقابية نفسها كبديل أو تطرح نفسها كمنافس للأحزاب السياسية أو لديها غاية في الوصول للحكم. وأكد أن الحكومات المتعاقبة في تونس طرحت مشاركة النقابات في تشكيل الحكومة أكثر من مرة لكن اتحاد الشغل رفض المشاركة إيمانا منه بأن الحكم للأحزاب والساسة فقط وليس لمنظمات المجتمع المدني. وبحسب العباسي فأن دور الاتحاد يتمثل في الدفاع عن حقوق المأجورين اجتماعيا واقتصاديا بشرط آلا يكون منفصلا عن الشعب فكلما رأى أن هناك مخاطر قد تنبئ بحروب أهلية، سيكون موجودا في هذا الاتجاه لجمع شتات الفرقاء وهذا ما تحقق في الفترة الماضية إذ دفعنا جميع الفرقاء في الأزمة الأخيرة للحوار المجتمعي وعبر التوافقات التي توصلنا لها جنبنا تونس المخاطر التي كانت تحدق بها. وشدد الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي على تضامن الاتحاد التونسي مع الاتحاد العربي والدولي مع عمال مصر في معركتهم للحصول على قانون يضمن الحريات النقابية وقانون عمل عادل ومؤسسات مجتمع مدني فاعلة تسهم في التنمية والعدالة الاجتماعية