سجلت مشاريع البيوت المحمية بكل من استفطيمي وليماقس والمنصورة من معتمدية قبلي الشمالية ومثيلتها بمعتمدية الفوار انتشارا لفيروس "نيو دلهي" الذي تسبب في إتلاف محاصيل الخيار والبطيخ والطماطم لعدد من الفلاحين الذين ناشدوالقائمين على القطاع الفلاحي على المستويين الجهوي والمركزي، سرعة التدخل لحماية مشاريعهم من هذا الفيروس الذي بات يهدد مورد الرزق الوحيد للكثير منهم، بعد اضطرار عدد من أصحاب البيوت المحمية الى إزالة نباتاتهم قبل موعد نضج الثمار التي تحملها، في محاولة منهم للحد من انتشار هذا الفيروس، وفق ما اكده عدد منهم لمراسل (وات) وعبر رئيس مجمع التنمية بمشروع ليماقس للبيوت المحمية محمد الرحائمي، والممثل عن باقي فلاحي الجهة في هذا القطاع صباح اليوم لمراسل (وات) عن خشيته من تكرر الكارثة التي تسببت في تلف تام لمحاصيل البيوت المحمية ببعض المشاريع في سنة 2015، خاصة وان كافة المؤشرات المسجلة من قبل عدد هام من الفلاحين تثبت سرعة انتشار فيروس "نيو دلهي" بالكثير من البيوت المحمية. واشار الى إصابة حوالي 50 بالمائة من عدد بيوت مشروع ليماقس البالغ عددها 395 بهذا المرض بنسب متفاوتة، ادت لدى بعض الفلاحين الى إزالة نباتاتهم أيام قليلة قبل موعد نضج ثمارها، وهو ما ضاعف من حجم مديونيتهم لدى المزودين، خاصة وان الكثير منهم لم يتجاوز بعد خسائره المسجلة في الموسم الماضي بسبب انتشار نفس المرض رغم تدخل الدولة لتعويض نسبة من الخسائر المسجلة التي ناهزت المليون دينار. ومن ناحية أخرى أكد الرحائمي انه "لم يسجل انتشار لهذا المرض في الموسم الممتد من شهر أوت الى مطلع شهر ديسمبر رغم ملاحظة الفلاحين وجود بعض الإصابات في عدد محدود من النباتات التي تم تنظيفها من البيوت المحمية، الا ان الموسم الحالي الذي ينطلق من النصف الثاني من شهر ديسمبر الماضي، ليتواصل لأكثر من خمسة أشهر سجل انتشارا كبيرا لفريوس "نيو دلهي" ". وقدر ان يكون ذلك راجع "الى العديد من العوامل أهمها التهاون في التعاطي مع المرض واخذ الاحتياطات الكافية عبر المداواة وإرشاد الفلاحين من قبل المندوبية الجهوية للفلاحة، الى جانب برودة الطقس التي تساعد في انتشار هذا المرض، مع التقصير المسجل من بعض الفلاحين في المداواة والتنظيف" داعيا الى "تضافر الجهود ومساعدة الفلاحين في تكوين حضائر للتنظيف وحرق النباتات المتضررة في أماكن بعيدة عن المشاريع". ومن ناحيته أكد رئيس خلية الزراعات الجيوحرارية بالمندوبية الجهوية للفلاحة احمد عبد الدايم لمراسل (وات) "تسجيل عدد محدود من الإصابات بمختلف مشاريع البيوت المحمية بولاية قبلي الا ان الوضع لا يزال تحت السيطرة ولا يعد كارثيا"، مشيرا الى ان السبب الرئيسي لانتشار فيروس "نيو دلهي" الذي ضرب البلاد التونسية وأساسا مشروع البيوت المحمية بليماقس السنة الماضية لأول مرة، هو الذبابة البيضاء التي تنقل المرض". وبين ان "المصالح الجهوية المتدخلة في القطاع الفلاحي من مندوبية جهوية واتحاد فلاحين ومعهد المناطق القاحلة والمركز الفني للزراعات الجيوحرارية، تعمل على تطبيق الخطة الجهوية التي شرع في تنفيذها منذ ظهور هذا المرض في 2015، وذلك عبر التواصل المتكرر مع الفلاحين ودعوتهم بالأساس الى إزالة وحرق النباتات المتضررة بعيدا عن المشاريع، وتركيز مصائد الذبابة البيضاء، مع الحرص على المداواة في كافة الأماكن حتى بالمصدات الجريدية المحاذية للمشاريع للقضاء على الذبابة"، داعيا إلى تفعيل العمل التشاركي للتصدي لهذا المرض الذي اثر على مردود قطاع الزراعات الجيوحرارية بالجهة".(وات)