يعتبر موضوع تسليم السعودية للرئيس المخلوع من بين أهمّ المواضيع المطروحة على الساحة السياسية وزيارة منصف المرزوقي السعودية يعتبر فرصة لإعادة التأكيد على هذا المطلب الملح. وقد أعلنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أمس الثلاثاء، في تغطيتها الإعلامية لمشاركة منصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت في القمة الاستثنائية الإسلامية بمكةالمكرمة أنّه جدّد التعبير عن مطالبة تونس للسلطات السعودية، بتسليمها الرئيس المخلوع بن علي. كما قالت الوكالة أنّ المرزوقي وفي تصريحات أدلى بها لعدد من وسائل إعلام سعودية تساءل "كيف تجير المملكة شخصا اضطهد الإسلام ودنس القرآن وسرق أموال شعبه وتمتعه بضيافة كان من الأجدر أن تقدم لأناس لم يقترفوا مثل هذه الأفعال ؟". وأكّدت وات أنّ رئيس الجمهورية وفي حوارات مع بعض اليوميات السعودية مثل جريدة "عكاظ" و"الرياض" و"الجزيرة" بيّن أنّ "هذا الملف يشكل حساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين" مجددا مطالبته بتسليم المخلوع إلى السلطات التونسية. وعودة لما جاء في حوارات هذه الصحف مع المرزوقي لم نجد مطلب المرزوقي هذا والداعي لتسليم بن علي للسلطات التونسية إلاّ في صحيفة الجزيرة والتي نقلت عن المرزوقي في حوار صحفي عنونته ب "الرئيس التونسي في حديث مع الجزيرة: دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمة الإسلامية تحصين للمسلمين من انفجار قادم" أنّه أكّد أنّ العلاقات التونسية السعودية ممتازة باستثناء "شيء واحد وهو قضية المخلوع الرئيس السابق بن علي"، قائلا: "نحن نأمل أن يتفهم الجانب السعودي رغبة الشعب التونسي العارمة في استعادة رجل يحارب الإسلاميين دائماً ويحارب كل التونسيين ويحارب الإسلام ودنس القرآن وهو شيء لم يحدث في عهد تونس سابقاً، علاوة أنه رجل سرق ما يقارب عشرة مليارات دولار ونحن شعب فقير، ونحن نحترم مشاعر الإخوة السعوديين كلياً ونتفهم تقاليد الضيافة العربية وفي نفس الوقت الشعب التونسي متمسك برغبته في استعادة هذا المجرم"، حسب نصّ المقال. وأضاف المرزوقي في حديثه ل "الجزيرة"أنّ مسألة استعادة الأموال المنهوبة هي من بين أولويات الحكومة حيث قال: "تقدر السرقات بعشرة مليارات دولار وربما تكون أكثر، وعلى الأقل نريد التحقيق معه في هذه القضايا استناداً على معاهدة الرياض التي من المفروض أن تنظم التبادل بين المحكومين والمجرمين ونحن نعتبر أن هذا الرجل مجرم حق عام ووقعت عليه أحكام في هذا الموقف ويمكن استعمال هذه الوثيقة وان لم يمكن ذلك يمكن للإخوة السعوديين يرفعوا عنهم الحرج وعنا بمطالبتهم إياه بمغادرة البلاد ونحن نستطيع أن نطلب من الإنتربول تسليمه لنا وهذه القضية رغم أهميتها للشعب التونسي إلا أنها لن تحدث عنصر تفرقة بيننا وبين إخوتنا السعوديين"، نقلا عن صحيفة "الجزيرة". أمّا جريدة الرياض السعودية وفي مقال عنونته: "أكد أن الأمة الإسلامية ضد الدعم الذي يقدمه البعض للنظام السوري، الرئيس التونسي ل «الرياض»: قمة مكة جاءت في وقت حرج.. ونتمنى الخروج بقرارات حاسمة"، فقد تساءلت عن العلاقات السعودية التونسية الحالية والمستقبلية والتي أكّد المرزوقي في إجابته ل "الرياض أنّها "دائما وابدا علاقات طبية" معبّرا عن "امتنانه لاهتمام السعوديين بالتعامل الاقتصادي مع تونس". وفيما يتعلّق بحوار جريدة عكاظ السعودية مع منصف المرزوقي، فإنّ هذا الاخير لم يذكر البتة موضوع تسليم بن علي. وقد تحدّث المرزوقي مع "عكاظ" عن العلاقات السياسية مع السعودية والتي اعتبرها ب "الجيدة جدا"، وأضاف قائلا: "إذا كانت هناك وجهات نظر مختلفة نأمل أن نحلها على مهل دون أن تشكل أية مشكلة أو حرج للعلاقات، حيث أنّ العلاقات استراتيجية باقية وستبقى"، حسب نصّ الحوار. حيرة إن كانت (وات) قد أكّدت مطالبة المرزوقي السعودية تسليم بن علي نقلا عن ثلاثة صحف سعودية "عكاظ" و"الرياض" و"الجزيرة" فهل اختفى هذا الطلب من مقالات كلّ من "عكاظ" و"الرياض"؟ وهل أنّ وكالة تونس إفريقيا للأنباء ابتدعت التصريح ام انه أملي عليها ولم تكن حاضرة اللقاء ام ترى صنصرت الصحف السعودية كلام المرزوقي لعدم إحراج ملكها؟