اعتبر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس جاكوب والس أن ما تم انجازه على درب مسار الانتقال الديمقراطي في تونس إلى حد الآن "جيد نسبيا"، وهو ما يعد حسب قوله "من بين الأسباب التي دفعت ببلاده إلى تعزيز دعمها لتونس حتى تكون نموذجا يحتذى في البلدان العربية". وقال خلال أول لقاء له مع وسائل الإعلام في تونس بعد تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي في 24 جويلية الماضي، أن "بلاده تسعى إلى تمتين علاقاتها مع تونس وتوسيعها". وفي رده على أسئلة الإعلاميين خلال مائدة مستديرة انتظمت صباح اليوم الخميس بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتمحورت حول العلاقات الاقتصادية والسياسية التونسيةالأمريكية، اعتبر السفير الأمريكي أن ما تشهده المؤشرات الاقتصادية في تونس من "تحسن" تجسد من خلال ارتفاع قيمة الاستثمارات وعودة السياح، لا ينفي حسب قوله "وجود عدة إشكاليات تواجهها البلاد سيما في ما يتعلق بارتفاع مستوى البطالة في صفوف الشباب وفي الجهات الداخلية للبلاد". وأكد في هذا السياق دعم بلاده الاقتصادي لتونس الذي تجسد بالخصوص من خلال تمكين تونس من 100 مليون دولار لدعم ميزانيتها ومساعدتها على معالجة المشاكل المستعجلة، إضافة إلى مساعدتها على الحصول على قرض من الأسواق المالية. وقال ان الدعم الاقتصادي الأمريكي لتونس يتركز على مستويين أولهما على المدى القصير لمعالجة مشكلة البطالة والقضايا العاجلة والثاني على المدى البعيد ويقوم على دعم الاستثمار و"تعزيز قدرة الاقتصاد التونسي على التعويل على ذاته وعلى تحديد برامج تنمية مستدامة" على حد تعبيره. وأفاد جاكوب والس أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستساعد تونس على الحصول على قروض أخرى من السوق المالية بنسب فائدة معقولة، وستركز على دعم برامج التنمية المستدامة طويلة المدى وعلى "تحسين قدرة الشباب التونسي على الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل من خلال تقديم منح للتكوين في العديد من المجالات". وأضاف أن بلاده ستشرع في بعث صندوق لتمويل المؤسسات الصغرى لتساعد على التقليص في حجم البطالة والتحفيز على إحداث هذه المؤسسات، لافتا في سياق متصل إلى "وجوب أن تنوع تونس في شركائها الاقتصاديين تفاديا للارتباط بطرف واحد قد يواجه أزمة اقتصادية من شأنها أن تؤثر سلبا على اقتصادها" حسب قوله. اما في ما يتعلق بالجانب السياسي فيرى والس أن مرحلة الانتقال الديمقراطي "ليست بالأمر الهين أو اليسير"، بل تتطلب من وجهة نظره "وقتا طويلا لاستكمالها شرط أن يكون ذلك في ظل احترام القيم والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان". وأكد أن معالجة القضايا الوطنية وتحديد المسار الانتقالي السياسي وتنظيم الانتخابات يبقى رهين إرادة الشعب مبينا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "لا تدعم حزبا بعينه بل تعمل على مساندة تونس لإنجاح مسارها الانتقالي". وردا على أحد الاستفسارات، نفى جاكوب والس وجود قاعدة عسكرية أمريكية في تونس أو وجود أي نية لتركيزها في المستقبل، وأكد في ذات السياق استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لمساعدة تونس على حماية مناطقها الحدودية التي تواجه حسب قوله "خطر الإرهاب" وذلك من خلال توفير التدريب والمعدات الضرورية لذلك. وفي رده على سؤال يتعلق بمصير 5 معتقلين تونسيين في غوانتنامو، أفاد السفير الأمريكي أن احد الإطارات العليا التونسية قد أدى زيارة للولايات الأمريكية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الإشكال يكمن في التعقيد الذي يتسم به النظام القضائي الأمريكي، ومطمئنا في الوقت ذاته بأن المساعي الحثيثة الجارية لمعالجة هذا الملف "يمكن أن تؤتي أكلها سيما بعد النجاح في حل إشكاليات مماثلة سابقا" على حد تعبيره. (وات)