قدمت وزارة الدفاع الأمريكية ال"بنتاغون" خطتها العسكرية المفصلة لمحاربة مواقع تنظيم "داعش" في ليبيا إلى البيت الأبيض، وتتضمن الخطة استخدام ضربات جوية مكثفة لاستهداف مراكز التدريب ومراكز القيادة ومخازن أسلحة تابعة للتنظيم. ونقلت جريدة "نيويورك تايمز" أمس الثلاثاء عن خمسة مصادر على الأقل اطلعت على تفاصيل الخطة الأمريكية أن الخطة العسكرية للبنتاغون تتضمن استهداف نحو 30 إلى 40 موقعًا تابعًا ل"داعش" في أربع مدن ليبية، وذلك لمنع التنظيم من التوسع، وتمهيد الطريق أمام قوات أرضية من "تشكيلات مسلحة محلية مدعومة من الغرب" لمحاربة التنظيم، بدعم من الضربات الجوية. ومازالت الإدارة الأمريكية تبحث الخطة العسكرية التي اقترحها البنتاغون، ولم يتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرارًا بعد، في انتظار انتهاء العملية السياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني، وتوصل الأطراف الليبية إلى اتفاق، وفق ما ذكرته مصادر أمريكية. ومع ذلك، يستعد الجيش الأميركي لتنفيذ ضربات جوية محدودة ضد أهداف التنظيم، مثلما حدث في مدينة صبراتة الشهر الماضي. وقالت "نيويورك تايمز" إن "نطاق الخطة العسكرية التي اقترحتها وزارة الدفاع فاجأت بعض المسؤولين بالإدارة الأمريكية"، وحذر بعض المسؤولين بالخارجية الأميركية من أن تنفيذ تلك الخطة العسكرية، قد يهدد العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة بين الأطراف الليبية. وتوفر الخطة العسكرية المقترحة عدة خيارات للإدارة الأميركية، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن وحلفاؤها في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا تحقيق التوازن، بين دعم العملية السياسية "المتعثرة" لتشكيل حكومة وفاق وطني، وبين منع تنظيم "داعش" من التوسع. وكان قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، ديفيد رودريغيز، حذر من "تحول ليبيا إلى دولة فاشلة حيث يستطيع داعش الانتشار بسرعة كبيرة، فنمو التنظيم في ليبيا يمثل تحديًا لواشنطن بسبب غياب حكومة مركزية، أو جيش موحد وانتشار عدد كبير من التشكيلات المسلحة". وتأتي الخطة الأمريكية وسط تقرير حول وجود وحدات خاصة بريطانية وفرنسية وإيطالية في ليبيا منذ أشهر، لتنفيذ مهام استطلاع وجمع معلومات استخباراتية. وتتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية والقوى الغربية لتنفيذ عمل عسكري في ليبيا لمحاربة "داعش"، وكانت بريطانيا أرسلت مستشارين عسكريين إلى تونس لمساعدتها في حماية الحدود مع ليبيا. ووافقت إيطاليا للمرة الأولى الشهر الماضي على السماح لطائرات أمريكية دون طيار باستخدام قواعدها العسكرية في جزيرة صقلية وكالات)