رغم هزيمته المدوّية في مدينة درنة الليبية، يصرّ التنظيم الإرهابي "داعش" على تكرار المحاولات للإغارة على بقية المدن الليبية، بحثا عن موطإ قدم وعن "رقة" جديدة في ليبيا. ولكن رغم الصعوبات التي تواجهها ليبيا، والفوضى العارمة التي تعصف بها منذ خمس سنوات،إلا أن القوات النظامية الليبية وبعض الكتائب المسلحّة والكثير من العشائر والقبائل الليبية تستبسل في مواجهة ما يسمّى بتنظيم "داعش" ودحره كل مرّة،وملاحقته، وهو ما جعل التنظيم يتلقّى ضربات قاصمة ولكن دون أن يضعف إلى درجة يسهل معها القضاء عليه. تقارير إعلامية غربية تؤكّد استنادا إلى مصادر ميدانية من أرض المعركة أن التنظيم الإرهابي ليس على حافة الانهيار كما يروّج إلى ذلك في إطار الحرب النفسية المضادة للإرهاب، وأن التنظيم ما زال مثلا يسيطر على أكثر من 200 كلم على طول السواحل الليبية. بعد هزيمة التنظيم في درنة، حاول بسط هيمنته على مدينة سرت، وتدور في الأثناء معارك طاحنة بين العناصر الإرهابية المتمركزة بالمدينة وبين القوات الأمنية والعسكريةالليبية المتكونّة في الغالب من كتائب وفصائل مسلحة. ويأتي التونسيون في صدارة العناصر الأجنبية التي تقاتل في سرت تحت لواء تنظيم "داعش" الإرهابي. المركز الليبي لدراسات الإرهاب،كشف أن تنظيم "داعش" في سرت يعلن حالة النفير العام ويدعو عبر مكبرات المساجد وعبر سيارات الحسبة التي تجوب شوارع سرت إلي الجهاد لصد من سماهم ب"الغزاة" والمقصود هنا كل من يحاول اختراق مدينة سرت. كما حذّر المركز من التنظيم الإرهابي وقال أنه سيتخذ المدنيين كدروع بشرية إذا تمت محاصرته بعد أن بدأ بإنشاء خنادق وممرات. كما كشف المركز الليبي لدراسات الإرهاب عن الجنسيات العناصر الإرهابية في مدينة سرت،حيث أكّد أن هناك 730 ليبيا،و320 تونسيا، و245 ماليا و110 جزائريين و84 سودانيا. كما اكّد أن هناك 9 عناصر من جنسيات خليجية و77 نجيريا و66 تشاديا و30 صوماليا و 14 مصريا. وحسب هذه الإحصائيات فان عددالمقاتلين لا يتجاوز 1685 عنصرا،ولكن ما يسمّى بجهاز مكافحة الإرهاب الليبي كشف في وقت سابق أن هناك اليوم 3255 عنصرا إرهابيا يقاتلون في سرت. منية العرفاوي جريدة الصباح بتاريخ 29 افريل 2016