شكّل الواقع الحالي على مستوى نشاط الشركة التونسية للكهرباء والغاز بكل مكوناته وخصائصه مع البرامج المستقبلية العاجلة والآجلة المحور الأساسي لليوم المفتوح الذي احتضنته مدينة المنستير التي شكلت المحطة الثالثة ضمن سلسلة أيام الحوار التي برمجتها وزارة المناجم والطاقة والتي كانت انطلاقتها من خلال الورشة التي كانت انتظمت على مدى يومين في قابس حول قطاع الفسفاط والثانية بقربة الشهر الماضي تركزت حول الثروة الوطنية البترولية. فعاليات هذا اليوم المفتوح تمت تحت إشراف المنجي مرزوق وزير الطاقة والمناجم بمشاركة اطارات شركة الكهرباء والغاز الإدارية والتقنية وعلى رأسهم الرئيس المدير العام للشركة عامر بشير الذي تحدث عن مؤسسته واقعها وآفاقها،والصعوبات التي تمّر بها، علاقتها مع الحريف والمشاريع المستقبلية.. 3 ملايين و700 الف حريف وجاء في المعطيات التي قدمها عامر بشير ان عدد الحرفاء يبلغ حاليا 3 ملايين و700 الف حريف بنسبة ربط بلغت 99 فاصل 8 في المائة مشيرا الى ان الشركة تسجل سنويا اكثر من 110 آلاف منخرط جديد أما إنتاج الكهرباء فانه محدد حاليا ب 15600 جيغاواط ساعة. وفي خصوص قطاع الغاز فان عدد حرفاء الشركة والى موفى شهر فيفري الماضي بلغ 800 الف حريف اي ما يمثل نسبة ربط ب 40 في المائة. وينتظر ان يفوق 50 في المائة في المخطط الخماسي 2016-2020 علما بان عدد المدن المشمولة بالربط بشبكة الغاز حاليا يبلغ 102 وهو مرشح للوصول الى 170 في المخطط الخماسي الذي سيشهد انجاز حوالي 1700 كلم من انابيب الغاز بكلفة تفوق 700 مليون دينار 60 في المائة من تمويلاتها ستكون من قبل الصندوق السعودي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية والبنك الافريقي للتنمية. علما بان الحاجيات التمويلية الجملية للشركة في ذات المخطط تفوق 6400 مليون دينار نصفها لكلفة الإنتاج. وذكر مدير عام "الستاغ" ان الشركة تواجه عدة تحديات من بينها اختلال نسق تطور المنظومة الكهربائية لمجابهة الطلب وذلك نتيجة طول الاجراءات لاختيار المقاولين وكذلك اعتراضات المالكين والاعتصامات. وقد انجر عن ذلك تأخير انجاز المشاريع لعدة اشهر وسنوات احيانا. كما ان الممولّين اصبحوا يشترطون التسوية المسبّقة للمشاكل العقارية لإتمام الاتفاقيات واضاف ان انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة غير منتظم. كما تعرّض الى الصعوبات التي تواجهها الشركة حاليا على مستوى سد الشغورات المتولدة عن الطلبات الواردة اساسا من دول الخليج العربي علما بانه ووفق إحصائياتها الحالية على مستوى الموارد البشرية، فان العدد الحالي للأعوان في الشركة يبلغ 12829 من بينهم 823 رئيس مصلحة وعدد المتعاونين خارج الحدود من اطارات واعوان الشركة يقدر ب421 متعاونا من بينهم 303 في المملكة العربية السعودية. اما الانتدابات، فقد شملت في السنوات الخمس الماضية 4041 من بينهم 1854 من أعوان المناولة في مختلف الاختصاصات. وسجلت الشركة كذلك مغادرة 2256 وهناك انتدابات متواصلة حاليا على ميزانية 2014 ل 568 عونا من سلك التنفيذ... 800 مليون دينار ديون لدى الحرفاء واشار مدير عام "الستاغ" ان ديون الشركة لدى الحرفاء وصلت الى حد الآن 800 مليون دينار وأن هناك برنامجا تدريجي التنفيذ من اجل استخلاصها وفق ما تسمح به امكانيات الحرفاء دون اللجوء الى قطع الكهرباء مع مراعاة ضعاف الحال في ايجاد حلول التسوية. وحول صعوبات قراءة الفاتورة تعهد عامر بشير بإعادة النظر في مضمونها وبالتالي مراجعتها وتبسيطها مع الاخذ بعين الاعتبار لكل المقترحات المتوفرة حاليا لدى ادارة الاشراف او تلك التي ستصل مستقبلا الى الشركة مع التأكيد على دور الحرفاء في الايفاء بالتزاماتهم المالية تجاهها من اجل المساهمة في تطوير الشركة والمحافظة على ديمومتها. 3900 ميغاواط حاجيات الاستهلاك لهذه الصائفة فيما يتعلق بالاستعدادات لموسم الذروة الاستهلاكية لهذه الصائفة أعلن عامر بشير انه من المتوقع ان تبلغ فيها الحاجيات 3900 ميغاواط بعد ان كانت 3599 سنة 2015 وان التربينتين الغازيتين بمحطة بوشمة قابس ذات القدرة الجملية ب 250 ميغاواط مرشحتان للدخول في مرحلة الاستغلال نهاية شهر جوان القادم كما انه سيتم تعزيز البنية التحتية للكهرباء بمشاريع جديدة ستدخل آخرها حيز العمل نهاية شهر ماي القادم في مراكز المكنين – قصور الساف – بوفيشة والزريبة كما انه يتواصل العمل حاليا على ضمان التزود ب 100 ميغاواط من الجزائر. الغاز الصخري يعود إلى صدارة البدائل بخصوص الغاز الصخري أو غاز "الشيست" وحاجيات البلاد المستقبلية في ظل التطور المستمر للحاجيات من الكهرباء او بالغاز تم التأكيد على ان مصدر الاستهلاك الحالي من الغاز موزع بين 48 بالمائة من الانتاج المحلي و52 بالمائة من الجزائر وان غياب وضوح الرؤية في خصوص مستقبل القطاع يفرض التفكير العاجل والمركز في ايجاد الحلول باعتبار ان الاتفاق مع الجزائر ينتهي سنة 2016 ليتم التفاوض حول اتفاق جديد. كما ان السعر المعتمد حاليا يفوق السعر العالمي. وبالتالي اضحى في ظل الصعوبات الكبرى وفي اطار البحث عن البدائل ،على امل اكتشاف مواقع انتاج جديدة للغاز، اعادة ملف الغاز الصخري الى دائرة الاهتمام مع تجاوز الخلافات القائمة في شانه وايجاد ارضية اتفاق لإنجاز عمليات استكشافية اولية مثلما قامت بذلك الجزائر التي بادرت الى استغلال الغاز الصخري شانها شان الولاياتالمتحدة الاميركية وغيرها من الدول. حاجبات تتسع ومشاريع تنجز التدخلات المسجلة من قبل المشاركين في فعاليات اليوم المفتوح طالبت بإحداث محطة توليد كهرباء جديدة بتونس الكبرى بحكم توسع هذه المنطقة وتم الاعلان كذلك على أن محطتي المرناقية ورادس ج- سيدخلان حيز الاستغلال في سنة 2018. وتجدر الاشارة الى ان مركز سوسة للإنتاج قد ارتفعت عدد محطاته إلى أربع محطات حاليا وقد دخلت محطته الثالثة طور التشغيل والاستغلال يوم 8 جوان من السنة الماضية وستكون إضافتها في حدود 431 ميغاواط اما الرابعة فإنها ستكتمل في المدة القادمة بعد ان دخلت في مرحلة نصف التشغيل الصناعي علما بان محطتها الأولى التي كانت دخلت طور الاستغلال سنة 1980 مرشحة للغلق في موفى سنة 2017 وقد كانت لعبت دورا تمويليا هاما في انتاج الكهرباء في الصائفة الماضية وساعدت على تجاوز الصعوبات الناتجة عن ارتفاع نسبة الحاجيات. وبخصوص المشاريع الاخرى للشركة ذكر مديرها العام ان الشركة تعمل مع نظيرتها الايطالية ‘تارنا» على انجاز ربط كهربائي بين تونس وايطاليا سيعزز التزود بالطاقة للحد من تداعيات عدم انتظام انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة. المنصف جقيريم جريدة الصباح بتاريخ 03 ماي 2016