في ما يشبه "سكيزوفرينيا أو معركة "دونكيشيتوتية" ضد نصب تذكاري للزعيم الحبيب بورقيبة، ظهر الهاشمي الحامدي يوم السبت الماضي في اجتماع عام نظمه بقلب العاصمة أثث خلالها وقفة احتجاجية، مناديا بازالة تمثال بورقيبة. الحامدي ردد عديد الشعارات المناوئة لبورقيبة وللرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، والمتعلقة خاصة بالنصب التذكاري الذي عاد إلى مكانه في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة، وأضاف أن "السبسي والصيد يريدان كتابة التاريخ من وجهة نظرهما". ويبدو أن ما قاله الحامدي يوم السبت يتعارض مع كان قد صرح به في مداخلة تلفيزيونية على قناة الجزيرة في يوم وفاته في 6 أفريل سنة 2000 حيث قال ب"أن بورقيبة رجل عظيم وقائدا عظيما من قادة القرن العشرين". وأضاف الحامدي أن بورقيبة قاد ملحمة النضال الوطني ضد الحماية الفرنسية وأنه كذلك قاد معارك للدفاع عن الهوية الاسلامية في ثلاثينيات القرن الماضي، وقاد معركة ضد المجنسين وأنه حرم دفنهم في مقابر المسلمين، على حد تعبيره. وبين ما أتى به الحامدي يوم السبت وبين ما قاله يوم مماته، بون شاسع ولا يشير إلا إلى حالة من "الانفصام السياسي" أو أن الحامدي أخذ يتجه نحو "شعبنة" أي قضية لاخضاعها لمعاركه السياسية "الوهمية" حتى ولو كانت على حساب نصب تذكاري، حيث قال في وقفة السبت أنه "لو نجح في الصعود إلى الرئاسة فانه سيزيل النصب التذكاري لبورقيبة".