أحدثت المشاورات في قصر قرطاج حول مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، جدلا وحركت مياها راكدة في المشهد السياسي، نظرا لكونها "باغتت" الجميع، بما في ذلك رئيس الحكومة. وفي هذا السياق، أجرت "العربية.نت" حوارا مع الصيد في ما يلي فحواه وفق ما ورد في موقع "العربية.نت": واصل الحبيب الصيد، خلال الأسبوع المنقضي إدارة شؤون الحكم وكأن شيئا لم يكن أو بصدد الإعداد له، بل على العكس حاول الظهور كما لو أنه في وضع عادي، وفي تجاهل لمشاورات جارية لتشكيل حكومة جديدة. وحول مصيره أكد الصيد في لقائه مع "العربية.نت" أنه "لا يفكر أبدا في الاستقالة، وأن هناك سيناريوهات أخرى دستورية لإقالة الحكومة"، وفق تعبيره. وشدد على «أنه سيلتقي اليوم الاثنين بالرئيس الباجي قائد السبسي، وهو لقاء دوري لمتابعة الأوضاع العامة في البلاد». وهو هنا يريد الإشارة إلى أن علاقته بالرئيس قوية ومستمرة وأنه محل ثقته أيضا، وأن رفضه الاستقالة –وهو ما لم يطلبه منه السبسي– لا يعني أبدا أنه ضد المبادرة الرئاسية، أو في صدام مع خيارات الرئيس. وبالعودة للمشاورات التي بدأت يوم الخميس الماضي لتشكيل حكومة جديدة، يتبين أن سيناريو الإبقاء على الحبيب الصيد وحكومته يبقى واردا، مع إدخال تعديل كبير وهيكلي عليها، من حيث الشكل والمضمون والجرأة. وفي هذه الحالة يكون هدف السبسي من وراء مبادرته الأخيرة، هو إحداث رجة أو صدمة في المشهد السياسي والحكومي، وإشعار الفاعلين من أحزاب ونخب بضرورة اليقظة والانتقال إلى مرحلة جديدة، تقطع مع السلبيات السابقة والبناء على ما تحقق من إيجابيات في الحكومة الحالية. بطء مفاوضات تشكيل حكومة جديدة ما يدعم سيناريو الإبقاء على الصيد هو أن المفاوضات الجارية، وإلى حد الآن لم تحقق اختراقا يذكر، في ظل وجود حالة من الخوف والإرباك، ورغبة لدى الجميع في المحافظة على الحد الأدني من الاستقرار والهدوء، إضافة إلى أنه تبين عدم توفر بدائل مقنعة، وكذلك عدم وجود معارضة واسعة وراديكالية للصيد. ولكن هذا لا ينفي وجود تحفظات كبيرة على فريقه والأداء عموما، خصوصا لدى الاتحاد العام التونسي للشغل. وهنا ومن خلال «باروماتر الثقة» المستخلص من مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لاحظنا وجود تعاطف كبير مع الحبيب الصيد، الذي يوصف من قبل ناشطي فيسبوك بأنه شخصية «وطنية» و»نظيفة»، وهو ما يمكن البناء عليه ليكون أكثر ثقة وجرأة لو تم الإبقاء عليه. لعل ما يجعل فرضية استمرارية الصيد على رأس الحكومة واردة، هو أن الرئيس قائد السبسي وخلال لقاءاته مع قادة الأحزاب، قال إنه لا يرى مانعا في الإبقاء على الصيد وحكومته لو اتفقت الأحزاب على ذلك. كما بين الرئيس قائد السبسي، أن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية كانت نتيجة مقترح قدم له بعد مشاورات ولقاءات مع أطراف عديدة، بما يعني أن الرئيس قائد السبسي له مرونة كبيرة في التعاطي مع مآلات المشاورات الجارية حول مستقبل الحكومة، وتبقى كل الأوراق بيده، خصوصا أنه قدم تشخيصا يتفق الجميع على أنه مربك، كما يتفق الجميع مع ما ذهب إليه من أن الأوضاع لا يمكن أن تدار كما هي عليه الآن. (العربية.نت)