آخر مرة حدثت فيها ظاهرة فلكية مزدوجة، تمتد بين الاثنين والثلاثاء أيضا، كانت حين خسر العرب القدس والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، في حرب استمرت 6 أيام من جوان 1967 بين إسرائيل و4 دول عربية، وقبلها في 21 جوان 1948 حدثت مزدوجة أيضا، ورافقتها النكبة الأكبر: خسر العرب معظم فلسطين بظهور إسرائيل غصبا على أراضي الفلسطينيين الحالمين للآن بدولة. والظاهرة هي من شقين، كلاهما طبيعي جدا كالظاهرة نفسها، وتحدث الواحدة منهما كل عام بعيدة زمنيا عن الأخرى، ويكاد لا يلاحظها أحد تقريبا، ولا يعيرها اهتماما، أما حدوثهما معا فنادر، لذلك إذا فاتتك المزدوجة الاثنين أو الثلاثاء، فما عليك إلا التسلح بالصبر الجميل، والانتظار 46 سنة أخرى، أي إلى 21 جوان 2062 لتراها، وإلا فقد تضيع عليك غير مأسوف عليها، لأن ضياعها لا يضر ولا ينفع. الظاهرة الأولى هي Strawberry Moon أو «قمر الفراولة» المعروف أيضا باسم «قمر الفريز» بلهجة بلاد الشام، كما يسمونه «قمر الورد» وأيضا «قمر العسل» وكلها لا تعني شيئا لجهة اللون، لأن الجار الأقرب فضائيا للأرض يظل بلونه الفضي الطبيعي خلالها، طبقاً لما قرأت «العربية.نت» في مواقع عدة أتت على مرافقة بدر الاثنين للظاهرة الثانية، بحيث أصبحت مزدوجة، وواحد من أهم تلك المواقع هوEarthSky المتخصص بأخبار الفلك وظواهر الأرض الطبيعية. قمر الاثنين والثلاثاء سيكون مختلف الحجم والإشراق عن كل مرة يظهر فيها بدرا، لأنه يبدو متكاملا وكبيرا، وهو أيضا «بدر رمضان» الآن، ونراه في المنطقة العربية كبيرا ومشرقا وبهيا في جوف السماء، مختلفا عن كل قمر طوال العام، خصوصا حين يطل مشرقا في أفق المكان. أما الظاهرة الثانية، فهي «الانقلاب الصيفي» المعروف باسمSummer Solstice إنجليزيا، وهو يحدث أيضا كل عام، من دون أن يعيره أحد اهتماما، وهو مرتبط في 21 جوان كل عام ببدء فصل الصيف، حيث تصل الشمس بكبد السماء إلى أعلى نقطة لها عن مستوى خط الاستواء، لذلك ينقلب الفصل إلى صيف بين 20 و21 جوان في نصف الكرة الشمالي، وبين 20 و23 ديسمبر بالنصف الجنوبي. أما في الشمالي، وهو 21 جوان نسبة للمنطقة العربية، فيصبح نهاره، أي هذا الثلاثاء، أطول من أي نهار بالسنة، أي 15 ساعة تقريبا، وليله الأقصر فيها كلها، بالكاد 9 ساعات. كل الجديد هذه المرة، أن القمر سيظهر بدرا متكاملا في اليوم الذي يبدأ فيه الانقلاب الصيفي، وهي ظاهرة مزدوجة طبيعية، ستتكرر هذا القرن طبيعية أيضا بعد 46 سنة. لكن هناك من يرغب بجعلها نذير شؤم، بتوقعه كوارث ترافق عادة الظواهر الفلكية النادرة، وهو ما سخر منه دكتور اسمه Jean-Luc Margot بروفسور علم الكواكب والفلك بجامعة كاليفورنيا، وقرأت «العربية.نت» ما نقلته عنه وسائل إعلام دولية عدة، منها «ديلي ميل» البريطانية، من أنه راجع تواريخ تكررت فيها الظاهرة، ولم ترافقها كارثة أو نكبة، إلا في صدف مما ندر. حجر مريخي يسقط في المغرب والخفاش يموت بالأنف الأبيض لكن المنجم الفلكي Timothy Halloran وهو أمريكي، امتهن تفسير الظواهر النادرة بالشؤم والسلبيات، أنذر بأن اكتمال القمر بدرا كبيرا يوم الاثنين، ومرافقا في الوقت نفسه للانقلاب الصيفي «قد يؤدي إلى انهيار المجتمع ويأتي بفوضى وجنون عام وجرائم جماعية» طبقاً لملخص ما قال عبر فيديو أطلعت عليه «العربية.نت» بقناته «اليوتيوبية» ومدته 40 دقيقة. كما اكتظت مواقع التواصل بنذير نحس مشترك أطلقه «مأساويون» ممن يضعون خيال ذئب مع القمر المكتمل بدرا كبيرا، كعلامة شؤم عن سلبيات مقبلة، ومعظمهم حذر من كارثة ستقع الاثنين أو الثلاثاء (ام بي سي )