قال قائد عسكري ميداني كبير إن الضربات الجوية الأمريكية تسهل مرور القوات الليبية الساعية لطرد تنظيم "داعش" من معقله السابق في سرت. وقال محمد دارات إن الضربات الأولى التي نفذت يوم الاثنين ساعدت الكتائب الليبية تحت إمرته في تأمين حي الدولار السكني من خلال استهدافها لمتشددين إسلاميين متحصنين على أطراف تلك المنطقة. وكانت الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة طلبت توجيه ضربات بعد مرور نحو ثلاثة شهور على حملة تباطأ سيرها بسبب الخسائر الثقيلة التي تكبدتها من نيران القناصة والألغام وقذائف المورتر. وقال دارات إنه في المنزلين الأخيرين في هذه المنطقة واجهت قواته مقاومة قوية فطلبت من الولاياتالمتحدة توجيه ضربة لذلك الموقع. وأضاف أن قواته تراجعت كي تتمكن القوات الأمريكية من توجيه الضربة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إنه جرى توجيه خمس ضربات يوم الاثنين وضربتين يوم الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الأهداف الأولى تضمنت دبابتين ومبنى ومركبات عسكرية ومنصة لإطلاق الصواريخ. وأضاف المسؤول أن الضربات شنتها طائرات مسلحة بدون طيار من الأردن وطائرات من طراز هارير "إيه.في-8 بي" انطلقت من السفينة الحربية الأمريكية واسب المرابطة في البحر المتوسط. وأضاف أن الطلعات الجوية التي كان هدفها جمع المعلومات كانت تدار من قاعدة سيغونيلا في صقلية. وستكون خسارة مدينة سرت ضربة قوية لتنظيم "داعش" الذي سيطر في العام الماضي على المدينة الواقعة في منتصف الطريق على البحر المتوسط. وتتعرض الجماعة لضغوط بالفعل في الحملات ضدها في سوريا والعراق. ويقول قادة عسكريون ليبيون إن بضع مئات من مقاتلي "داعش" محاصرون في وسط سرت على الرغم من أنهم يسيطرون على أربعة أحياء. وقال دارات إن التقدم عبر المناطق السكنية سيكون تدريجيا مشيرا إلى أن قواته ستفعل مثلما فعلت في حي الدولار وستتقدم منزلا تلو الآخر. وتابع أن قواته تستريح الآن وفي حال توجيه ضربات جوية فسيسهل ذلك مهمتهم. لكنه أكد على أن قواته ستتقدم سواء وجهت ضربات جوية أو لم توجه. وتتألف القوات التي تقاتل في سرت بالأساس من كتائب من مدينة مصراتة القريبة التي شنت هجوما مضادا في مطلع ماي حينما تقدمت قوات "داعش" على الساحل إلى الغرب من سرت. وكثير من أفراد هذه القوات من المتطوعين أو هم معارضون سابقون قاتلوا خلال الانتفاضة على حكم معمر القذافي قبل خمسة أعوام. وقتل 350 من أفراد الكتائب وأصيب 1500 منذ ماي. ونزح جميع أهالي سرت تقريبا وعددهم 80 ألفا عن المدينة وباتت الشوارع شبه خالية. وغالبا ما تمر عدة أيام هادئة عقب كل يوم يقع فيه قتال ضار. واستراح يوم الأربعاء مقاتلو إحدى الكتائب في مبان أو مستظلين بظل الأشجار يأكلون اللوز الأخضر والمشروبات المثلجة. وبين الفينة والفينة يقطع الهدوء إطلاق نار. ورحب المقاتلون بالضربات الجوية قائلين إنه كان المتوجب أن تنفذ قبل هذا التوقيت. وقال محمد أبو دبوس وهو مقاتل على الجبهة بين حيي الزعفران والمنطقة الثانية "نتمنى أن ينفذوها بشكل أكثر انتظاما." ويقول إنه حينما تحاول كتيبته التقدم تواجه نيرانا قادمة من نحو 20 مربعا سكنيا غير مكتمل البناء يستخدمها قناصة تنظيم "داعش". وهي مبان قال إنها ربما تكون هدفا واضحا للضربات الأمريكية. ويواجه مقاتلوه أيضا خطورة انفجار الألغام. وأضاف "في عام 2011 واجهنا قناصة القذافي ولكن ذلك كان أسهل لأنه لم تكن هناك أي ألغام أرضية." (رويترز)