◄ في 2015 «الكنام» استرجع 2 مليون دينار من متحيلين على الصندوق ◄ 30 إيقاف تعاقد مع «الكنام» لفترات تتراوح بين سنة ومدى الحياة أكد نور الدين الخلفاوي مدير الشؤون القانونية والنزاعات بالصندوق الوطني للتأمين على المرض ل»الصباح» أن عدد عمليات القسطرة التي استعملت فيها لوالب قلبية منتهية الصلوحية على عديد المرضى مرشح للارتفاع ويواصل «الكنام» الأبحاث والمراقبة الإدارية لكل الملفات والفواتير التي في عهدته لأنه أكبر متضرر من هذه العمليات باعتبار انه المتكفل بإجراء نحو 10 آلاف عملية قسطرة سنويا بقيمة 600 مليون دينار. الخلفاوي التقته «الصباح» على هامش ندوة وزارة الصحة بتاريخ 2 أوت الجاري حول الملف المتعلق بتورط مصحات وأطباء في زرع لوالب قلبية منتهية الصلوحية وقد تحدث عن شبهات الفساد والتجاوزات في عديد الملفات في القطاع الصحي والقضايا المرفوعة من قبل صندوق التأمين على المرض ضد عدد من مسدي الخدمات وبعض منخرطيه بسبب الفوترة الوهمية. وحسب مدير الشؤون القانونية والنزاعات «بالكنام» فقد تم تفعيل الطور القضائي وإحالة كل الملفات التي فيها شبهة فساد أو جرائم إلى القضاء منذ شهر جانفي 2013 بعد أن كان الصندوق الوطني للتأمين على المرض يخيّر فض النزاعات في إطار العلاقات التعاقدية وبطرق ودية ولكن بعد تبين فشل هذه الأساليب في الحد من انتشار ظاهرة التجاوزات خير اللجوء إلى احترام القانون الذي يفرض إحالة كل ملف فيه شبهات فساد ترتقي لدرجة جرائم على النيابة العمومية. وكشف الخلفاوي أن القضايا المنشورة لدى المحاكم من طرف «الكنام» يصل عددها إلى 100 قضية صدرت في بعضها أحكام بالسجن ضد طبيبين، الأول سنة سجنا والثاني صدر ضده حكم بسنة ونصف سجنا كما صدر حكم قضائي ضد أخصائي في العلاج الطبيعي بسنتين سجنا وذلك بعد أن كشف الصندوق عديد الجرائم المتعلقة بالفوترة الوهمية من قبل مسدي الخدمات الصحية سواء أطباء أو أخصائيين في العلاج الطبيعي وبعض الصيادلة. قضايا ضد مسدي خدمات صحية وبخصوص المضمونين الاجتماعيين أفاد بأنه صدر ضد اثنين حكم بالسجن بعد أن ثبت استعمالهما لبطاقات استرجاع مصاريف وهمية إلى جانب رفع 31 دعوى قضائية ضد مضمونين اجتماعيين و50 قضية ضد أطباء وكان موقف نقابات المهن الصحية ايجابيا وداعما لهذه القرارات حسب الخلفاوي. كما أكد المتحدث أن اللجنة الوطنية القطاعية أصدرت عديد العقوبات منها 30 إيقاف تعاقد مع «الكنام» لفترات تتراوح بين سنة ومدى الحياة وذلك لقيام بعض مسدي الخدمات بتجاوزات خطيرة كالفوترة الوهمية لعمليات لم تنجز إلى جانب استعمال وصفات طبية وهمية. وفي سياق حديثه قال الخلفاوي إن «الكنام» قام بتفعيل الطور القضائي من خلال اتخاذ عديد الإجراءات من بينها تطوير المنظومة المعلوماتية للصندوق وبرمجتها للتفطن إلى عديد التجاوزات إضافة الى ان الصندوق بصدد القيام بتطوير المنظومة التعاقدية ببعض الملاحق مع الأطباء. وأفاد الخلفاوي أن الإجراءات القانونية وتفعيل الطور القضائي من قبل الصندوق مكناه من استرجاع بعض الخسائر من بينها استرجاع أموال بقيمة 2 مليون دينار في سنة 2015 من قبل أطراف تحيلت على الصندوق الوطني للتأمين على المرض. لوبيات فساد وفي ما يتعلق بملف اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية قال مدير الشؤون القانونية والنزاعات بالكنام انه منذ البداية كانت هناك نية لتعويم القضية عبر دمج عديد الأطراف في قضية زرع اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية علما وان من يتحمل المسؤولية هي الأطراف المباشرة فقط وهم الأطباء المباشرين والمصحات وهذا لا يعني تنصل الصندوق الوطني للتأمين على المرض من مسؤوليته. وذكر بان «الكنام» يتكفل سنويا تقريبا بإجراء نحو 10 آلاف عملية قلب يتم فيها استعمال زرع اللوالب القلبية بتكلفة جملية تقدر ب600 مليون دينار في السنة (يتكفل الكنام بثمن اللوالب ومصاريف الأعمال الطبية والإقامة في المصحة) ولذلك فان الصندوق هو أول من أثار الملف، وأعلمت الجهات المعنية كما رفعت قضية ضد 14 مصحة وأكثر من 30 طبيبا ثبت تورطهم في زرع اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية وهي عبارة عن جرائم زور وتحيل قد تصل الأحكام فيها إلى 15 سنة سجنا وأحيانا إلى غلق نهائي للمصحات التي أجريت فيها العمليات مع المطالبة بغرامات وتعويضات للمضمونين الاجتماعيين الذين أجريت لهم عمليات الزرع. واعتبر الخلفاوي أن استعمال اللوالب القلبية المنتهية الصلوحية يمثل نقلة نوعية من التجاوزات لان ما يحصل في السابق من تلاعب يقتصر على التحيل المالي باعتماد الفوترة الوهمية ولكن أصبحت التجاوزات تمس بصحة المضمون الاجتماعي. أما بالنسبة للوبيات الفساد في القطاع الصحي قال «صحيح توجد لوبيات فساد في القطاع الصحي لكن «الكنام» ليست مؤسسة سياسية لتنخرط في مثل هذه اللعبة ويبقى شعار الصندوق تفعيل الدور القضائي مهما كانت الأطراف المعنية بهذه التجاوزات وسيظل المؤسسة التي تقدم المقترحات اللازمة لتفادي أي تلاعب بصحة المضمونين الاجتماعيين». ◗جهاد الكلبوسي جريدة الصباح بتاريخ 5 اوت 2016