أشرف حمّادي الجبالي رئيس الحكومة بمعية ثلة من الوزراء مساء الثلاثاء على موكب استقبال المنتخب الوطني التونسي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي حل اليوم بتونس بعد مشاركته المتميزة في الألعاب الأولمبية الموازية بلندن وذلك بحصوله على المركز الرابع عشر في جدول الميداليات بمجموع 19 ميدالية (9 ذهبية 5 فضية -5 برونزية). وخص رئيس الحكومة الوفد الرياضي التونسي لدى حلوله بمطار تونسقرطاج الدولي باستقبال حار معربا عن سعادته ب"استقبال أبطال تونس وأبطال الثورة الذين تمكنوا من التألق في الألعاب الأولمبية الموازية رغم قلة الإمكانيات المخصصة لهؤلاء الرياضيين والذين يحتلون في الواقع مكانة رفيعة في قلوب الشعب التونسي بعد أن تحصلوا على المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا في الألعاب البرالمبية و سبقوا عديد البلدان العظمى". وأبرز الجبالي قيمة الانجاز الرياضي المحقق مخاطبا العناصر الوطنية قائلا : "لقد تباريتم مع اعرق الدول التي لها تقاليد رياضية راسخة ولكن بفضل العزيمة وروح المغالبة تمكنتم من احتلال مرتبة مشرفة فشكرا لكم وتونس لن تنسى أبطالها وسوف نحرص على تدعيم هذه النخبة النيرة وأتمنى أن يتواصل هذا النجاح في الألعاب البرالمبية القادمة بالبرازيل". وأوضح طارق ذياب وزير الشباب والرياضة من ناحيته "أن استقبال وفد وزاري بهذا الحجم الكبير لم يحصل قبل في تاريخ الرياضة التونسية وهو استقبال عفوي وابعد ما يكون عن التسييس الذي الفته الرياضية التونسية في العهد السابق وذلك اقل ما يمكن تقديمه لهذه الفئة من الرياضيين التي بذلت مجهودات مضنية من اجل حصد هذا العدد المحترم من الميداليات". وأضاف الوزير "أهم شيء يمكن ان نقدمه لهؤلاء هو تامين مستقبلهم عبر إيجاد مواطن شغل قارة تحفظ لهم العيش الكريم حيث تم الاتفاق مع رئيس الحكومة على إسناد رتبة منشط رياضي لعناصر المنتخب التونسي المشارك في الألعاب البرالمبية تضمن لهم دخل محترم فنحن يهمنا تامين مستقبل هؤلاء الشباب الذين قد يطويهم النسيان بعد انقضاء هذا الحدث ". ومن جهته شدد خليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية الذي كان ضمن مستقبلي بعثة المنتخب الوطني التونسي لذوى الاحتياجات الخاصة في تصريح ل"وات" على ضرورة "تفعيل دور المعاق في المجتمع التونسي حتى لا تكون الإعاقة مرادفة للفشل او العجز بل بالعكس فقد اثبت الرياضيون التونسيون قوة ذهنية كبيرة مكنتهم من تحقيق نتائج باهرة في الألعاب البرالمبية". وتابع "من المهم أن نقدم شحنة معنوية لهؤلاء الرياضيين عبر استقبالهم في المطار ولكن الأهم من ذلك هو مضاعفة الإحاطة بذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتبوؤا مكانة مرموقة في المجتمع هم جديرون بها". وأعرب على حرز الله رئيس الجامعة التونسية لرياضة المعوقين عن سعادته الكبيرة بهذا الانجاز الجديد للمنتخب التونسي في لندن مؤكدا "لقد عملت العناصر الوطنية بكل جهد ومثابرة لتحقيق هذا النجاح الذي أتمنى أن يتواصل فى المستقبل وأرجو أن تحظى هذه العناصر بالتشجيع والإحاطة حتى تتوفر لهم أسباب الحياة الكريمة وتقع مجازاتهم بالقدر الذي يرتقى إلى مستوى مجهوداتهم حيث عملوا بجهد وبعيدا عن الأضواء ووسائل الإعلام التي أتمنى أن توفى في المستقبل حق هؤلاء الرياضيين المتألقين". وأبدى البطل الاولمبي عبد الرحيم زهيو الذي توج بأربع ميداليات (ذهبيتان وفضية وبرونزية) سعادة كبيرة وهو يتحدث عن انجاز النخبة التونسية قائلا "لقد شرفنا بحق الرياضة التونسية بحصولنا على المرتبة 14 فى جدول الميداليات والمركز الخامس فى رياضة العاب القوى ومع ذلك لم نتوقع ان نحظى بمثل هذا الاستقبال الحار وهذا الحضور الاعلامى الكبير". وتابع "بذلنا مجهودات مضنية ولا استطيع أن أترجم الفرحة العارمة التى تنتابنى في هذه اللحظات التى سبقى راسخة فى الذهن". ومن جهته ثمن العداء محمد فرحات شيدة الحائز على ذهبية سباق 400 متر الانجاز الذى حققه المنتخب الوطني التونسي لذوى الاحتياجات الخاصة مؤكدا "هى حصيلة تعب وجهد كبيران بذلت على امتداد أشهر طويلة من أجل أن تكون تونس ضمن أبرز بلدان العالم في الألعاب البرالمبية رغم ضعف الإمكانيات ونقص التشجيعات (منح ضعيفة بين 50 دينار و180 دينار) حيث اقتصرت تحضيراتنا على بعض التربصات الداخلية ومع ذلك كانت العزيمة حاضرة والإرادة قوية من اجل رفع التحدى والتواجد في مرتبة جد مشرفة وأمام عديد البلدان العظمى والتي تتجاوزنا من حيث الإمكانيات والتشجيعات". وعبرت روعة التليلى التي أحرزت ذهبية رمى الجلة وفضية رمى القرص عن كبير سعادتها بالنتائج المحققة فى الألعاب البرالمبية قائلة "كنت قادرة على تحقيق الأفضل ولكن المنافسة كانت قوية مع منافسات من الطراز الرفيع ولحسن الحظ أن المنتخب الوطني التونسي كان في مستوى الحدث مرة أخرى وعند حسن ظن الجمهور الرياضي" وتابعت "هذا اقل ما يمكن أن نقدمه لتونس ولا أخفى فخرى واعتزازى وان استمع إلى النشيد الوطني فوق منصة التتويج هي لحظات تاريخية لن تنمحى من ذاكرتى ما حييت واشكر كل من كان فى استقبالنا وهو بحق استقبال رائع سيزيد من حماسنا لتحقيق أفضل النتائج في الألعاب البرالمبية القادمة فى ريو دى جنيرو بالبرازيل". وتجدر الإشارة أن حمادى الجبالى رئيس الحكومة كان في طليعة مستقبلى المنتخب الوطنى التونسى لذوى الاحتياجات الخاصة في مدرج الطائرة التي حلت في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء قادمة من لندن بمعية تشكيلة وزارية تتألف من طارق ذياب وزير الشباب والرياضة ورفيق عبد السلام وزير الشؤون الخارجية وخليل الزاوية وزير الشؤون الاجتماعية وسمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وعبد الكريم الهارونى وزير النقل وسهام بادى وزيرة شؤون المرأة والأسرة وسليم حميدان وزير املاك الدولة وعبد الوهاب المعطر وزير التشغيل.كما حظي موكب الاستقبال بتغطية إعلامية مكثفة من قبل متخلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية المعتمدة في تونس. ويذكر ان المنتخب التونسي لذوى الاحتياجات الخاصة قد أنهى مشاركته في دورة الألعاب البرالمبية 2012 في المركز الرابع عشر في الترتيب العام للميداليات من أصل 75 بلدا مرتبا. وأحرز الرياضيون التونسيون على 19 ميدالية في المجموع" 9 ذهبيات و5 فضيات و5 برونزيات". ويعد المنتخب التونسي أفضل منتخب عربي وإفريقي في ترتيب الجدول النهائي للدورة وهو ثاني افضل منتخب متوسطي بعد ايطاليا التي تحصلت على المركز 13 برصيد 28 ميدالية " 9 ذهبيات و8 فضيات و11 برنزية". وتعادلت تونس مع ايطاليا" المركز 13" وكوريا صاحب المركز" 12 في رصيد الميداليات الذهبية حيث فاز كل منتخب بتسع ذهبيات وعرفت العاب لندن 2012 سيطرة مطلقة للصين التي حصدت 231 ميدالية منها (95 ذهبية - 71 فضية - 65 برمزية) متبوعة بروسيا في المركز الثاني ب 101 ميدالية (35 ذهبية - 38 فضية - 28 برنزية ) و بريطانيا في الصف الثالث ب 120 ميدالية (34 ذهبية - 43 فضية - 43 برنزية).