في حوار سابق مع جريدة الصباح نشر بتاريخ 11 أوت 2016 تحدّث رئيس جمعية مساعدة ضحايا الأخطاء الطبية الأستاذ صابر بن عمّار على صفقات وتجارة فاسدة للأدوية المخدّرة وأشار إلى أن هناك مخابر بعينها قامت ببيع هذه الأدوية للصيدلية المركزية، وأن المورّط في هذه الصفقة وفي تصنيع البنج الفاسد هو نائب من نواب الشعب يملك مخابر طبية ووقعت محاباته بإسناد تراخيص تصنيع دواء دون أن يكون قد أجرى اختبارات سريرية للدواء ، ولكن خيّرت جريدة الصباح عدم نشر الاسم الذي ذكره الأستاذ صابر بن عمّار والذي أكّد لنا أنه يملك ما يكفي من معطيات حول الملف، التزاما منها بضوابط التحرّي والتثّبت حول الشخص المعني بالاتهام قبل نشره اسمه وقبل نشر المقال حاولنا الاتصال بالمعني بالأمر ولكن لم نتمّكن من ذلك. بعد نشر المقال اتصل بنا النائب بمجلس نواب الشعب صاحب مخابر UNIMED لصناعة الأدوية رضا شرف الدين الذي رأى أنه المعني بكلام الأستاذ صابر بن عمّار وأن هناك تلميحا لشخصه من خلال ذكر صفته النيابية، مؤكّدا على أن كل ما قيل هو محض افتراء وتشويه وأنه يتعرّض لحملة ممنهجة تستهدف شخصه ولكنه لا يعلم من يقف وراء هذه الحملة... في هذا الحوار الخاطف، فسحت الصباح المجال لرضا شرف الدين للردّ على كل الاتهامات التي لاحقت مخابر الأدوية التي على ملكه.. الزج باسمي للشهرة والبوز في بداية حديثه ذكر رضا شرف الدين أن البيان الذي أصدرته النيابة العمومية يوم الثلاثاء الماضي بعد أن فتحت بحثا تحقيقيا حول ما راج من استخدام بعض المؤسسات الاستشفائية لدواء مخدّر فاسد أكّدت فيه أن الأبحاث توصّلت إلى أن اللجنة المكلفة بالشراءات قامت باقتناء كمية من مادة البنج (الدواء المخدر) من أحد المخابر الأجنبية لفائدة الصيدلية المركزية واتضح بعد فترة من استعمال المادة المذكورة أنها تحمل خللا على مستوى التركيبة إثر مراسلة تلقتها وزارة الصحة من المخبر الأجنبي المزود، وقال شرف الدين بيان النيابة العمومية التي تحقّق في القضية ينفي تماما أن تكون لمخابرUNIMED علاقة بالقضية لا من بعيد ولا من قريب..وأن ما قيل هو من باب التشويه والتشهير غير البريء الذي يهدف للنيل من مخابرنا. و في سياق متصل قال رضا شرف الدين إن حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري بدوره أكّد في بلاغ له أنه وجّه رسالة إلى وزير الصحّة في مارس الماضي لإعلامه بحالات وفاة وإعاقات لمرضى وقع تخديرهم موضعيا بمادة من صنع مخابر معينة.. ويضيف رغم أن الحزب في بلاغه ذكر اسم الدواء والمخابر، ورغم أن هذه المخابر تعتبر مخابر منافسة لنا ولكن أخلاقي ومسؤوليتي لا تسمح لي بذكر اسمها دون أن تكون لدّي ما يكفي من القرائن، فقط أقول أنه لو ثبت لوزارة الصحة التي تردها الشكايات وتقوم بكل أعمال التحرّي والتثبّت في صحّة هذه الشكايات، أقول أنه لو ثبت لديها أن هذا الدواء المخدّر قاتل لسارعت لسحبه من الأسواق ولكن ذلك لم يحدث. رضا شرف الدين أشار أيضا أن رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء أحمد الرحموني الذي فجّر قضية البنج الفاسد، لم يذكر أبدا مخابر UNIMED كجهة متهمة في هذه القضية. وحسب رضا شرف الدين فان حشر اسمه في هذه القضية كان برغبة من البعض لتحقيق شهرة على حسابه لأن اسمه يخلق البوز ، وأن هناك اليوم موجة للتشكيك في كل شيء وفي الجميع، على حدّ تعبيره. ولكن في المقابل لم ينف رضا شرف الدين ان ما أسماه ب الشوشرة التي حصلت أضرّت كثيرا بالقطاع الطبي وضربت المنظومة الصحّية في مقتل، كما هزّت ثقة المريض في المصحّات والمستشفيات، وأضاف الأخطر هو ضرب السياحة الاستشفائية، فبعد كل ما حصل تشوّهت سمعة النظام الطبي في تونس وهذا سيكون له انعكاساته السلبية. تحدّث رضا شرف الدين عن مخابره التي تصنّع الأدوية المخدّرة منذ 20 سنة، وأنها لا تبيع منتوجها في أسواق محلية فقط بل تصدّر الدواء للخارج، ويقول أنا أتحدّى كل من يشكّك في الدواء الذي نصنعه وأتحدّى كل من يشكك في سمعتنا، نحن ضدّ الفساد ومع كل من يتصدّى للفساد ومن يتهمنا عليه أن يواجهنا أمام القضاء ويثبت ما يقوله، ما ثماش ما أنظف مني في ها البلاد ومخابرنا مخابر وطنية تهّمها سمعة تونس وتهمّها صحّة المرضى نحن لا نفكّر في الربح والخسارة نفكّر فقط في تصنيع دواء يفيد المرضى ويخفّف عنهم. منية العرفاوي جريدة الصباح بتاريخ 13 اوت 2016