فيما رفضت بعض الاحزاب اصدار مواقف بشأن حكومة رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد في انتظار عقد اجتماعات هياكلها تباينت أمس مواقف احزاب ما تبقى من المعارضة بعد مشاركة أحزاب الجمهوري والمسار والشعب في الحكومة. وبعيدا عن موقف الجبهة الشعبية التي اكدت منذ البداية ان حكومة يوسف الشاهد ستكون إعادة إنتاج للمحاصصات التي أفضت إلى فشل الحكومات المتعاقبة لم تخف بعض احزاب المعارضة مساندتها لحكومة الوحدة الوطنية اذا انتهج يوسف الشاهد سياسة مقاومة الفساد ومعالجة الملفات الحارقة التي نصت عليها وثيقة قرطاج . وفي تصريح خص به الصباح أوضح الناطق الرسمي لحزب التكتل من اجل العمل والحريات محمد بنور أن حزبه سيحكم على حكومة الوحدة الوطنية التي اعلن عنها امس رئيس الحكومة المكلف انطلاقا من ادائها لاسيما في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد . وأكد بنور انه طالما ان يوسف الشاهد سيفي بوعده فيما يتعلق بمقاومة الفساد وإعادة هيبة الدولة،وطالما سيقوم بالإصلاحات الجذرية يوفر كل الطاقات من اجل التنمية والتشغيل وإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية فان حزب التكتل سيدعم الحكومة بل انه من واجب المجتمع المدني مساندة هذه الحكومة للوضع الصعب الذي تواجهه البلاد . ومن جهته أكد رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية سمير بن عمر ان حكومة يوسف الشاهد تحظى بدعم سياسي داخل البرلمان اضعف من حكومة الحبيب الصيد بل انه يمكن القيام بعملية حسابية بسيطة للوصول الى هذه النتيجة باعتبار أن حزب المسار ليس ممثلا بالمجلس كما أن الحزب الجمهوري ممثل بنائب واحد على حد تعبيره. وأفاد بن عمر الصباح ان كل المعارضة الفاعلة بقيت خارج الحكومة ورغم انهم قالوا ان الحكومة ستتكون من كفاءات فلا ادري عن أي كفاءات يتحدثون، وباستثناء بعض الوزارات التقنية فإننا لم نشاهد الا تعيينات على أساس المحاصصات الحزبية، وعلى مستوى برنامج الحكومة المشكلة فان وثيقة قرطاج هو مجرد إعلان نوايا ولا يكفي لطمأنة الرأي العام بشأن توجهات الحكومة القادمة . وعلى صعيد آخر اكد رئيس حزب صوت الفلاحين فيصل التبيني ان حزبه لن يصوت على هذه الحكومة لأنها لا تمثل الشعب التونسي باعتبارها انها كانت كالعادة محاصصة سياسية فئوية قطاعية جهوية إقليمية ودولية حسب قوله. وتساءل التبيني هل أن الشريط الغربي ليس له كفاءة تمنح لها وزارة اقتصادية؟..كنا ننتظر من رئيس الحكومة ان يصنف وزارة الفلاحة كوزارة سيادية لكنه منحها لسمير بالطيب لإرضاء المعارضة وإدخالها في المحاصصة للخروج من الوحلة الوطنية، وانتظرنا وزيرا للقيام بثورة فلاحية لكنهم عينوا وزيرا للتعجيل بثورة الفلاحين. محمد صالح الربعاوي