شرع النادي الإفريقي عشية أمس في الإعداد لنهائي كأس تونس الذي سيجمعه عشية السبت القادم بالجار والغريم التقليدي الترجي الرياضي التونسي بملعب رادس انطلاقا من الساعة الخامسة مساء.رحلة القبض عن الكأس رقم 12 في تاريخ النادي انطلقت بحصة تدريبية خفيفة في فرعي المنزه فتحها قيس اليعقوبي للإعلاميين وللجماهير على أن تقام بقية الحصص التدريبية تحت نظام "الويكلو" وذلك لتوفير أكبر درجات التركيز للاعبين ولإخفاء بعض المفاجآت للجار مع أن عصر المفاجآت قد ولى منذ زمن بعيد. تخفيف الضغط إيمانا منه بأهمية العامل النفسي في مواجهة السبت القادم،حرص قيس اليعقوبي في كل التصريحات التي أدلى بها لمختلف وسائل الإعلام التي تابعت حصة الأمس على التخفيف من حجم الضغط المسلّط على لاعبيه مؤكدا بأن حظوظ فريقه في الفوز بالكأس لا تتجاوز نسبة ال30 بالمائة مقابل 70 بالمائة للترجي الرياضي التونسي،وهو تصريح ذكي من "كوتش" الإفريقي لنقل الضغط إلى حديقة الجار وتحرير لاعبيه الذين أنجزوا إلى غاية اللحظة أكثر من نصف المهمة بعد أن ضمنوا التواجد في النسخة القادمة من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي،فانتظار بقية الخطوة التي تعني احتضان "الأميرة" التي تتمنع عن خزائن النادي منذ تتويج 2000. الجزيري يخسر مكانه يعد قيس اليعقوبي من بين المدربين الذين يثقون كثيرا في إمكانيات المهاجم الشاب سيف الدين الجزيري وهو ما جعله يفضله على بسام الصرارفي في الشوط الأول من مباراة مستقبل المرسى، ثقة لم يستغلها أسمراني الإفريقي الذي لاح تائها على أرضية الميدان ولم يشكل أي خطر على دفاع "القناوية" وهو ما أغضب مدربه كثيرا إلى درجة انه وجه له صفعات متتالية بحثا عن دفعه لمضاعفة الجهد قبل أن يستبدله في بداية الشوط الثاني بالصرارفي الذي غير وجه المباراة منذ دخوله. الجزيري فوت على نفسه فرصة لتثبيت نفسه في التشكيلة الأساسية ولن يظهر في لقاء السبت القادم بعد أن تأكد مدربه من عدم قدرته على أن يكون رقما صعبا في تركيبة الأحمر والأبيض. بين الصرارفي والوسلاتي أداء النادي الإفريقي في الشوط الأول من مباراة مستقبل المرسى لم يكن مقنعا بالمرة وذلك نتيجة غياب التوازن وتباعد الخطوط الثلاث وقلة عطاء لاعبي وسط الميدان حيث لم يقم سيف الدين الجزيري وإبراهيم الشنيحي بما هو مطلوب منهما في الناحية الدفاعية،وضعية وإن خرج منها نادي باب الجديد سالما في مباراة نصف النهائي،فإن تكررها في لقاء"الدربي" قد يكون لها عواقب وخيمة على نتيجة المواجهة وهذا ما يعيه جيدا قيس اليعقوبي الذي سيحدث تغييرا واحدا على الأقل على التشكيلة الأساسية بخروج سيف الدين الجزيري الذي سيترك مكانه على الأرجح لبسام الصرارفي الذي سيكون إلى جانب بن يحيى و خليل و الشنيحي في خط الوسط. اليعقوبي قد يلجأ كذلك إلى الدفع منذ البداية بعبد القادر الوسلاتي مكان الصرارفي أو الشنيحي لتأمين افتكاك منطقة وسط الميدان خاصة وأن الوسلاتي يبقى قادرا على لعب دور دفاعي كما يتقن عملية الربط بين الدفاع والهجوم وبناء وانهاء الهجمات وهذا وترجمه الشوط الثاني من مواجهة المرسى حيث أعطى دخوله حركية كبيرة على خط الوسط وكان وراء توزيعة هدف بلال العيفة. كلها خيارات مطروحة على اليعقوبي الذي سيحدد توجهاته النهائية بتقدم تمارين هذا الأسبوع. عودة الروح لبن مصطفى بتغلبه على مستقبل المرسى ضرب النادي الإفريقي أكثر من عصفور بحجر واحد،حيث ضمن العودة إلى النهائيات بعد عشرة مواسم من الغياب، كما ضمن المشاركة في النسخة القادمة من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي،مع عودة الثقة لأكثر من لاعب على غرار الوافد الجديد فخر الدين الجزيري صاحب ضربة الجزاء الأخيرة وبلال العيفة الذي واصل صعوده الصاروخي وخاصة الحارس فاروق بن مصطفى الذي تعرض في الموسم الماضي إلى حملة ممنهجة أفقدته ثقته في نفسه وجعلته من بين الموضوعين على قائمة المغادرين قبل أن ينقذه اليعقوبي ومدرب الحراس عادل زويتة الذي وفق في الرفع من معنوياته وفي إعادته إلى مداره الطبيعي والأكيد أن مساهمته الفعالة في تأهل فريقه إلى النهائي ستساعده على مواصلة التألق في انتظار استعادة مكانه في المنتخب الوطني.