خسر النادي الافريقي عشية امس جولة جديدة من معاركه الكروية مع جاره اللدود الترجي الرياضي التونسي ومعها خسر النادي الفريقي تتويجا كبيرا ومهما كان من شانه ان يعيد جانبا كبيرا من الاستقرار للقلعة الحمراء والبيضاء التي عاشت الموسم الماضي على وقع خيبات بلا عد نالت من عراقة النادي وجعلته صيدا سهلا لفرق كانت تمني النفس بملاقاته حتى في مواجهة ودية.الافريقي لم يكن يستحق التتويج بلقب الكاس وهذا اقر به الجميع حيث كان الترجي الرياضي التونسي الافضل على جميع المستويات واستغل بشكل جيد الانحلال التكتيكتي في تشكيلة منافسه ويحقق بذلك فوزا سهلا لم يكن اشد المتفائلين من عشاق الترجي ان يكون بتلك الطريقة وخاصة بذلك الاداء المقنع الذي ساهمت فيه جاهزية ابناء السويح وكذلك اختيارات قيس اليعقوبي الذي اهدى منطقة وسط الميدان للمنافس ومعها مفاتيح نهائي الكاس. اليعقوبي اخطا ولكن.... قديما قيل بان " اللوم بعد القضاء بدعة" فالفاس وقعت في الراس والافريقي خرج من النهائي بيد فارغة واخرى لا شيء فيها ولكن هذا لا يمنع من التاكيد على ان التشكيلة التي بدا بها قيس اليعقوبي المواجهة لم تكن الافضل وخاصة رباعي خط وسط الميدان الذي تميز لاعبوه بنزعة هجومية واضحة وبغياب "بيفو" قوي بامكانه الصمود في وجه الفرجاني ساسي وغيلان الشعلاني اللذين امنا سيطرة مطلقة على المنطقة الاهم في الملعب ومعها على المواجهة،وحتى احمد خليل المتعود على البروز في الجانب الدفاعي لم يكن في يومه نتيجة الاصابة التي يعاني منها منذ مباراة المرسى.اليعقوبي اقر قبل المباراة بان الترجي اقوى من فريقه والكل كان يتوقع ان يلجا الاخير الى تامين نفسه دفاعيا من خلال اضافة لاعب وسط ثالث له من القدرة على القيام بالجانب الدفاعي والاحتفاظ بالكرة وعدم تشتيتها على غرار عبد القادر الوسلاتي او غازي العيادي ولكن اليعقوبي خالف التوقعات وبدا المباراة بتركيبة هجومية على الورق لان حقيقة المباراة اكدت غياب الافريقي عن المواجهة.الافريقي عانا كثيرا في الشوط الاول ولاح الاختلال في التركيبة جليا مما كان يفرض على اليعقوبي اجراء التعديلات اللازمة في فترة ما بين الشوطين ولكن ذلك لم يحصل ليقبل الفريق هدفين مبكرين افشلا محاولات "الكوتش" المتاخرة للعودة في النتيجة. اليعقوبي اخطا ما في ذلك شك واساء قراءة المباراة والتعامل مع مجرياتها ولكن هذا لا يعني محاصرته بسهام النقد واستلال الخناجر لطعنه وتحميله مسؤولية الخسارة لوحده، اذ لا يجب ان ينكر الجميع بان الرجل تسلم الفريق في حالة سيئة للغاية مع انحلال كبير على مستوى الانضباط في ظل غياب الادارة والمسؤولين وفي ظل سياسة تقشف حرمته من تعزيز الفريق بعناصر قادرة على تقديم الاضافة،ورغم ذلك فقد قبل التحدي ونجح في تكوين مجموعة "نظيفة" وفي بلوغ النهائي ومعه ضمان مشاركة افريقية تعد انجازا في حد ذاته يجب الاستعداد له جيدا وبالتالي فان الحديث عن رحيل مرتقب للمدرب بعد فشل الامس يعد ضربا من ضروب "التخلويض" وعقد الاهداف المبرم بينه وبين الهيئة لا يمكن ان ينسحب على مسابقة كاس تتحكم عوامل عدة في نتائجها النهائية. لسنا في منزلة الدفاع عن اليعقوبي ولكن منطق كرة القدم يفترض توفير قدر كبيرا من الاستمرارية حتى تتحقق النتائج وهذا ما يحتاجه قيس فالفريق اظهر في المباريات الثلاث الماضية هامشا كبيرا من التطور يمكن ان يتدعم بالمحافظة على كامل فريق العمل وتدعيمه فالفريق اعتمد على اربعة مدربين في الموسم الماضي والنتيجة مرتبة سادسة لا تشرف فريق "الشعب" وبالتالي على سليم الرياحي ان يترك ميزاجيته جانبا وان يتحرك سريعا لتجديد ثقته في مدربه الذي سيستفيد حتما من لقاء الامس،وان يعمل خلال ما تبقى من ايام الميركاتو على انتداب مدافع ولاعب ارتكاز ومهاجم من المقام الاول هذا ان كان جادا في مواصلة قيادة الفريق. وللاعبين والهيئة نصيب صحيح ان الاختيارات لم تكن موفقة في مباراة الامس ولكن الهزيمة يتحمل اللاعبون جزءا كبيرا منها فباستثناء فاروق بن مصطفى و رباعي الخط الخلفي،غاب البقية ولم يقدموا ما من شانه ان يثبت جاهزيتهم لموعد هام بقيمة نهائي كاس تونس فوسام بن يحيى ورغم خبرته الكبيرة بمثل هذه المواعيد كان مختفيا وخسر جل مواجهاته الثنائية مع منافسيه وعلى منواله نسج احمد خليل وابراهيم الشنيحي وخاصة بسام الصرارفي الذي لاح شبها لتلك الموهبة الفذة اما عن صابر خليفة وجاك بيسان فحدث ولا حرج، وهو امر غير مقبول في مواجهات بهذا الحجم. الهيئة المديرة تتحمل بدورها قسطا من خيبة الامس حيث فشلت في تاهيل مختار بالخيثر رغم انتدابه منذ ما يزيد عن اربعة اشهر نتيجة مشاكل الرياحي المادية وسوء تعامله مع الاندية الجزائرية وخاصة مع وفاق سطيف الذي رفض تاهيل منصور بن عثمان ومولودية العلمة التي رفضت تاهيل بالخيثر رغم انه تحول الى الافريقي في شكل انتقال حر وحتى تحول عبد السلام اليونسي الى الجزائر لفض الاشكال لم يات اكله وهو ما اصاب اللاعب بحالة امتعاض كبيرة. كما حرمت سياسة التقشف التي ينتهجها الرياحي الافريقي من المحافظة على بعض العناصر المهمة على غرار يوهان توزقار وبوبكر ديارا ومن القيام بانتدابات كبيرة تضمن للفريق منافسة بقية للفرق التي ضخت مليارات كبيرة في الميركاتو الصيفي. وضعية تفرض على سليم الرياحي ان يوضح موقفه قبل خمسة ايام من الجلسة الانتخابية اما بالرحيل وترك المكان للغيره مع تسوية كل ديون الفريق او بالمواصلة مع تعيين مسؤولين لهم من الخبرة والغيرة على الوان النادي الشيء الكثير.