في الوقت الذي كانت خلاله الحكومة الجديدة تتسلم مهامها عادت يد الإرهاب لتضرب في جبال القصرين مما خلف شهداء وجرحى من المؤسسة العسكرية وكأنّ المجموعات الإرهابية أرادت أن "تنغص" على حكومة يوسف الشاهد يوم افتتاحها لعملها في عملية يبدو أنها ذات بعد رمزي مثل اغلب الحوادث الإرهابية التي شهدتها جبال القصرين وخاصة تلك التي تقف وراءها كتيبة عقبة بن نافع التي من الواضح أن بصماتها تقف خلف عملية الأمس. هجوم مزدوج حسب مصادر عسكرية ميدانية فإن إحدى الوحدات التابعة للجيش الوطني المكلفة بتأمين عمال مدنيين يتولون أشغال تعبيد طريق بمنطقة "أولاد بالنجاح" التابعة لعمادة "خمودة" من معتمدية فوسانة والواقعة بين جبلي سمامة والشعانبي على بعد حوالي 12 كلم غرب مدينة القصرين، تعرضت إلى هجوم مزدوج بالألغام والقنابل اليدوية ورشاشات "الار بي جي" في ما يشبه الكمين بهدف إيقاع أكثر ما يمكن من الخسائر البشرية وهو التخطيط الذي اعتمدته كتيبة عقبة سابقا في عملياتها الإرهابية بالشعانبي وهنشير التلة ومفترق بولعابة، حيث كان الاستهداف الأول لدبابة كانت تتقدم المجموعة العسكرية بزرع ألغام تحتها وعند انفجار هذه الأخيرة حصل الهجوم بشكل مباغت لكن أبطال جيشنا الوطني ردوا على مصادر النيران واشتبكوا مع الإرهابيين وخلفوا جرحى في صفوفهم قبل فرارهم بين مسالك وأودية جبل سمامة. 3 شهداء و9 جرحى حصيلة العملية الإرهابية تمثلت في استشهاد 3 عسكريين وهم: رقيب أول امان ثامري من بنزرت جندي أول معتز الخميسي من جندوبة جندي أول منتصر بولاهمي من جندوبة تم نقل جثامينهم إلى الثكنة العسكرية بالقصرين أين أقيمت مراسم تأبين لهم قبل تسليمهم لأهاليهم، إضافة إلى إصابة 9 عسكريين حسب مصادر طبية من المستشفى الجهوي بالقصرين تلقوا الإسعافات واغلبهم لحقتهم جروح ليست خطيرة باستثناء اثنين يحتاجان إلى مراقبة طبية، وفي المقابل فان الوحدات العسكرية تولت تأمين العملة التابعين لإحدى المقاولات الذين كانوا بصدد القيام بأشغال مد الطريق فلم يحصل لهم أي مكروه فضلا عن أن العملية لم تكن تستهدفهم. التوقيت الرمز تزامن العملية الإرهابية مع توقيت تسلم الحكومة الجديدة لمهامها فيه رسالة واضحة من الإرهابيين ليوسف الشاهد وفريقه الحكومي وهي أن المجموعات المسلحة المتحصنة بالجبال تحركها أياد خفية تختار مواعيد ضرباتها بدقة كبيرة، لان موقع الحادثة يؤكد انه تم الإعداد لها بشكل مسبق ومدروس على امتداد عدة أيام في انتظار ساعة الصفر التي كانت ارتقاء حكومة الشاهد لقيادة البلاد، وهو ما يعني أن الحرب على ظاهرة الإرهاب ما تزال طويلة وفك رموزها وأسرارها والكشف عمن يقف وراءها سيحتاج إلى مجهودات كبيرة وربما وقت طويل للقضاء عليها نهائيا. يوسف أمين جريدة الصباح بتاريخ 30 اوت 2016