منذ التحاقه بمؤسسة رئاسة الجمهورية كمستشار مكلّف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية والاتهامات تلاحق نور الدين بن تيشه، تصريحات من سياسيين معروفين تتهمه بممارسة الضغوطات والتهديدات ويلمّح كل مرّة أصحابها، لكون بن تيشه يستغل منصبه وقربه من رئيس الجمهورية ليأتي هذه الممارسات التي طالت حتى رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد. متهم بفبركة وتدليس فيديو يمسّ من كرامة رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي، ومتهم بتهديده لرئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد ب"التمرميد" ان لم يقدّم استقالته، ومتهم بتهديد القيادي في حزب نداء تونس ومدير ديوان رئيس الجمهورية السابق رضا بلحاج إذا تحدّث عن صحة رئيس الدولة، ومتهم بممارسة ضغوطات على إعلاميين وآخرها ما قيل عن تهديده لإدارة قناة "التاسعة" إذا بثت حوار المنصف المرزوقي.. كل هذه الاتهامات لاحقت نور الدين بن تيشه الذي يسعى في كل مرّة لتفنيدها وتأكيد عدم صدقها. ولكن السؤال الذي يُطرح كل مرّة لماذا دائما تُثار هذه الضجة حول شخص مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية بالذات؟ وهل أن ما وصفه بحملات التشويه تستهدفه في شخصه أم تستهدف رئاسة الجمهورية كمؤسسة من خلاله؟ وهل أثّرت هذه الاتهامات على علاقته برئيس الدولة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها مستشار رئيس الجمهورية مصرّا على القول أنه يدفع ثمن نجاحه وكذلك ثمن قربه وعلاقته الجيّدة برئيس الجمهورية. "أدفع ثمن نجاحي.." صرّح القيادي في حزب النداء ومدير الديوان الرئاسي سابقا رضا بلحاج أن نور الدين بن تيشة المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي المكلف بالعلاقات مع الأحزاب السياسية هو من هدد رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد وقال له عن طريق شخص آخر "اخرج وحدك واستقيل وحدك خير ما انمرمدوك" وهو نفس ما أعلنه منذ بضعة أسابيع القيادي في حزب النداء بوجمعة الرميلي وفنّد وقتها نور الدين بن تيشه ما قاله واتهمه بالافتراء والتضليل. رضا بلحاج أكّد أيضا أن بن تيشه اتصل به منذ أسبوعين وحذّره من الخوض في صحة الرئيس، وقد قال له وفق تصريح بلحاج وبنبرة تستبطن التهديد "ليس من مصلحتك الحديث عن صحة الرئيس". ولكن نور الدين بن تيشه وفي تصريح ل"الصباح" أكّد أن كل ما قيل هو محض افتراء وأن روايته للأحداث تختلف عن الحقيقة وأنه فعلا اتصل برضا بلحاج ولكنه لم يهدّده وقال "كانت مكالمة ودّية ختمها بلحاج بان قال لي: "عيّد على الرئيس..". وفي ردّه على سؤال لماذا هو بالذات تثار حوله كل هذه الأقاويل وحقيقة أنه "لا دخان دون نار" أجاب بن تيشه "لا أملك تفسيرا لهذه الهجمات ربما السبب نجاحي في أداء مهامي أو لعلاقتي الجيّدة برئيس الجمهورية، وأنا دائما أنجح في تفنيد أكاذيبهم التي تتبخّر بمجرّد روايتي للوقائع كما حدثت.. وكل ما يقال هو محاولات للتشويه باعتبار أن البعض لم يجد بما يدينني فسعوا للتشويه." وحول ما إذا أثرت هذه الاتهامات على علاقته برئيس الجمهورية، قال محّدّثنا "رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يعرفني جيّدا وقد قال لي "أترك هذه الإساءات جانبا و"اخدم على روحك". وأضاف بن تيشه" من المؤسف أن يوجد سياسيون نزلوا بمستواهم إلى الحضيض و بنوا مواقفهم عن القيل والقال.." وحول ما إذا كان هناك استهداف لرئاسة الجمهورية من خلال مهاجمته، قال أنه يعتقد أن هناك من يسعى لمهاجمة رئاسة الجمهورية خاصّة بعد النجاحات الأخيرة على مستوى السياسة الخارجية وكذلك نجاح مبادرة رئيس الجمهورية في تشكيل حكومة وحدة وطنية، خاصّة وان هناك من رفضوا هذه الحكومة ولكنها نجحت بدونهم. كما لم يخف نور الدين بن تيشه أنه من الممكن أن تكون أزمة حزب نداء تونس الداخلية قد بلغه البعض من "شظاياها" في إطار المعركة الداخلية بين القيادات، وقال "قدر الأحزاب وقدر النداء أن يكون حزبا ناجحا وداعما للحكومة وان يحافظ على قوته كحزب استطاع أن يبعد تونس بقيادة مؤسسه الباجي قائد السبسي عن شبح الخيمات الدعوية والبلد المصدّر ل"الدواعش". الصباح بتاريخ 27 سبتمبر 2016