يجمع "مسلسل "المنارة" سيناريو وإخراج عاطف بن حسين أكبر عدد من ممثلي المسرح في تونس حيث يلتقي ولأول مرة في الدراما التونسية فنانون عرفوا ببصمتهم المسرحية في عمل واحد..بعضهم كان يرفض التلفزة وآخرون لم يعثروا سابقا على العمل الذي حلموا به ، الذي يرتقي لتطلعاتهم في دراما تلفزيونية راقية وجادة.. غير أن هذا الحضور الكبير على المستوى الكمي - والنوعي – لنجوم الركح أكثر منها نجوم "تلفزيونية" يطرح استفهامات عديدة تقودنا أساسا لمسألة الإقبال الجماهيري على عمل أبطاله عرفوا بانتاجاتهم المسرحية "النخبوية" على غرار فاطمة بن سعيدان وليلى طوبال وهي سمة لا تتماشى كثيرا مع المستهلك من الأعمال الدرامية ، التي سبق وأن حظيت بنسب مشاهدة عالية كان جل أبطالها وجوه جديدة على غرار مسلسلي "مكتوب"و"نجوم الليل" - بمختلف أجزائهما – كما أن عامل الجرأة كان طريقها لجذب متابعيها من التونسيين .. فهل يتمكن مسرحيو تونس: توفيق العايب ،جمال مداني ، ليلى طوبال ، فاطمة بن سعيدان ، شاكرة رماح ، نجوى زهير ، نعمان حمدة وغيرهم من أبناء الركح التونسي بمختلف مدارسه وأجياله من تقديم عمل درامي يوافق رؤاهم الإبداعية ويغاير في الآن نفسه من خلال خطاب فني وجمالي بعيد عن المعتاد والمستهلك ليفوز باهتمام الجمهور التونسي؟.. الأشهر القليلة القادمة ستؤكد مدى نجاعة خيارات "نوارة للانتاج" فنيا وجماهيريا في أولى مسلسلاتها "المنارة" المتوقع أن يكون جاهزا في مارس المقبل.