رغم الجدل الكبير الذي أثاره ويثيره،يبقى حمدي الحرباوي أحد أفضل سفراء الكرة التونسية في الملاعب الأوروبية حيث يواصل المهاجم السابق للترجي الرياضي التونسي تألقه في البطولة البلجيكية وهو ما فرض على جامعة وديع الجريء إعادته إلى المنتخب الوطني بعد أن أقصته في وقت سابق اثر تصريحاته التي انتقد فيه الأجواء في المنتخب واختيارات المدرب سامي الطرابلسي. "الصباح نيوز" اختارت محاورة مهاجم اندرلخت الذي تحدث لنا من بلجيكا عن وضعيته في فريقه الجديد وعن أسباب مغادرته لأودينيزي الايطالي وعن عودته للمنتخب الوطني التونسي وعن حقيقة العروض التي وصلته من تونس فكان الحوار التالي: - بداية دعنا نطمئن عن أحوالك الحمد لله أنا سعيد هنا في بلجيكا وأنا مرتاح في اندرلخت خاصة بعد أن استعدت مكاني في المنتخب الوطني التونسي وهو ما يضعني أمام حتمية مضاعفة الجهد من أجل أن أكون عند حسن ظن الجميع. - تعاقدت بداية الموسم مع أودينيزي الإيطالي ولكن الزيجة لم تدم طويلا بعد أن خيرت العودة إلى بلجيكا،فهل يمكن أن تطلعنا على أسباب القطيعة السريعة؟ بعد التجربة الموفقة مع نادي قطر،وصلني عرض من نادي اودينيزي فلم يكن بإمكاني رفضه خاصة وأن اللعب في البطولة الإيطالية يستهويني كثيرا،ولكن مع بداية التحضيرات الصيفية أحسست بتجاهل كبير من قبل المدرب وبعدم رغبته واستعداده لمنحي فرصة اللعب وهو ما دفعني لمصارحة مسؤوليه برغبتي في المغادرة وهذا ما كان فعلا والتحقت بعدها مباشرة بنادي اندرلخت. - هل كان عرض اندرلخت الوحيد الذي وصلك في تلك الفترة؟ لا ولكنها الأول الذي وصلني بعد انفصالي عن أودينيزي ولم يكن لدي وقت كبير لأتردد خاصة مع المكانة الكبيرة التي يحتلها اندرلخت في بلجيكا وفي أوروبا عامة فهو ينافس على كل الألقاب المحلية وخاصة على لقب الاتحاد الأوروبي إضافة إلى معرفتي الجيدة بالأجواء هناك بعد المسيرة الموفقة مع لوكرين،كلها عوامل شجعتني على قبول العرض وأعتقد أنني وفقت في اختياري إلى غاية اللحظة. - تجربة جديدة أكيد أنها بطموحات وأهداف جديدة،أليس كذلك؟ بالتأكيد فأنا أول أهدافي هو أن أخوض أكبر عدد من المباريات وأن أسبب مشاكل للمهاجم الأول للفريق البولندي لوكاس تيودورزيك.كما أنني ارغب في التتويج بالدوري البلجيكي الذي يبقى اللقب الوحيد الذي لم أحرزه هنا حيث توجت بالكأس وبلقب هداف الدوري هذا دون نسيان هدف الذهاب بعيدا في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي التي تضم أسماء فرق كبيرة. - نفتح الآن صفحة المنتخب الوطني،كيف وجدت الأجواء بعد أربع سنوات من الغياب وبعد انتقادات كبيرة وجهتها سابقا لزملائك ولمدربك السابق؟ لن أعود إلى تفاصيل تلك الفترة والتي أخذت أكثر من حجمها،وسأكتفي بالتأكيد على أنني سعيد بالعودة إلى المنتخب وبالأجواء الرائعة التي وجدتها وبالترحاب الخاص الذي خصني به مسؤولو الجامعة والإطار الفني للمنتخب واللاعبين وهو ما سهل عملية دخولي المباشر في صلب الموضوع حيث ساهمت في الفوز على جيبوتي بثلاثة أهداف دون رد لحساب التصفيات المؤهلة إلى "كان" الغابون.الأجواء نقية والمجموعة تحدوها رغبة كبيرة العمل وإعادة الاعتبار لكرة القدم التونسية وهو ما أراه حافزا كبيرا للنجاح في قادم الاستحقاقات. - على ذكر "كان" الغابون ما تقييمك للمجموعة التي وقع فيها المنتخب التونسي؟ حتى أكون واقعيا كل المجموعات صعبة للغاية ولم يعد بإمكاننا الحديث عن منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة وقد كشفت التصفيات صحة ما أقول وعليه فإن السبيل للنجاح هو العمل ولا شيء دونه،فمنتخبا الجزائر والسينغال ليسا بحاجة للتقديم ولكن هذا لن يقلل من حظوظنا خاصة وأن المجموعة الحالية تتميز بعقلية "نظيفة" وبمنسوب تنافسي كبير في كل المراكز وهو أمر صحي سنستفيد منه حتما في المسابقة القارية التي سنستهلها بمواجهة الشقيق الجزائري وعلينا أن نخرج من هذا اللقاء بنتيجة إيجابية لأنها مفتاح التأهل في رأيي. - هناك من يرى أن حظوظ الجزائر والسينغال أوفر خاصة مع امتلاكهما لعناصر تنشط في فرق أوروبية كبيرة عكس المنتخب التونسي الذي يعاني جل محترفيه من بطالة إجبارية.فهل من تعليق؟ شخصيا لا أشاطر هذا الطرح وأرى أن هذا العامل لن يكون ضد منتخبنا في النهائيات الإفريقية لأن اللاعبين الذين لا ينشطون بصفة مستمرة مع نواديهم يتدربون في مستويات عالية وسيلتحقون بالمنتخب برغبة كبيرة في المشاركة لأنهم "جيعانين كرة" كما يقال،كما أن وضع برنامج تحضيري جيد وبرمجة لقاءات ودية من الحجم الكبير سيجعلنا ندخل المسابقة في أفضل حالاتنا.ومن خلال مشاركتي في مواجهة غينيا أرى أن منتخبنا قادر على الذهاب بعيدا في المسابقة إذا ما حافظنا طبعا على الروح القتالية وعلى الأجواء النقية داخل المجموعة. - مع كل سوق انتقالات شتوية يطرح اسمك على لائحة كبرى الفرق التونسية على غرار الإفريقي والترجي ،فهل وصلتك عروض فعلية منهما؟ نعم لقد وصلتني عروض رسمية من تونس وتحديدا من كبيري العاصمة خاصة في الفترة التي نشطت فيها في قطر ولكنني رفضتها ولم أناقشها. - وماهي أسباب الرفض؟ حقيقة عندما يحدثونني عن العودة إلى البطولة التونسية فهذا يعادل بالنسبة لي الحديث عن تقاعد مبكر رغم احترامي لكل النوادي التونسية وأنا في الوقت الحالي لا أفكر في التقاعد وما زلت "جيعان كرة" ومازلت قادرا على اللعب في بطولات مستواها يفوق بكثير مستوى البطولة التونسية. قد أفكر يوما في العودة ولكن الآن فالآمر غير مطروح بالمرة مع تجديد الشكر لكل المسؤولين التونسيين الذين أرادوا أن يكون الحرباوي في فرقهم. - هناك عدة لاعبين خيروا العودة إلى البطولة التونسية رغم مشوارهم الاحترافي الكبير،فهل بحثوا بذلك عن تأمين تقاعد مريح مثلما تقول؟ "كل واحد حر في اختياراتو" بالنسبة لي فالأمر محسوم ولن أفكر البتة في العودة مهما كانت الاغراءات.