قال ضابط لرويترز إن القوات العراقية دخلت حي الكرامة بمدينة الموصل اليوم الاثنين في أول توغل لها داخل المدينة بعد القتال على مدى أسبوعين في المنطقة المحيطة لطرد متشددي تنظيم "داعش". وقال قائد بجهاز مكافحة الإرهاب لرويترز إنهم دخلوا الموصل ويقاتلون الآن في حي الكرامة. واستأنف جهاز مكافحة الإرهاب هجومه على الجبهة الشرقية للمدينة يوم الاثنين. وكان قد أوقف تقدمه الأسبوع الماضي بعد أن أحرز تقدما على الأرض أسرع من القوات على الجبهات الأخرى حتى يتسنى للقوات الأخرى تضييق الفجوة والاقتراب من المدينة. وبدأت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية الهجوم في 17 أكتوبر بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" المتشدد. وتقدمت وحدة من القوات الخاصة في الجيش العراقي نحو المناطق المبنية في المعقل الرئيسي للتنظيم. وقال قادة عسكريون إن الحملة المدعومة من الولاياتالمتحدة لاستعادة السيطرة على الموصل -وهي أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد للإطاحة بصدام حسين في 2003 -قد تستغرق أسابيع وربما أشهر. وقال القيادي الشيعي البارز هادي العامري قائد منظمة بدر -إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي في العراق - من على الجبهة الجنوبية إن معركة الموصل لن تكون نزهة وأكد أن المقاتلين مستعدون لمعركة الموصل حتى وإن امتدت لشهور. وفي وقت سابق قال ضابط من قوات جهاز مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي التي دربتها الولاياتالمتحدة لمراسل من رويترز إلى الشرق مباشرة من الموصل إن القوات تتحرك نحو جوجالي وهي منطقة صناعية على المشارف الشرقية للموصل وقد يدخلون إليها في وقت لاحق اليوم الاثنين. وتقع تلك المنطقة على بعد نحو كيلومتر واحد من الحدود الإدارية للموصل. وقال بيان عسكري "انطلقت جحافل قوات مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في الفرقة الأولى وفرقة مشاة 16 بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل" في إشارة للضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب. والسيطرة على الموصل ستكون هزيمة فعلية للمتشددين في الجانب الذي يقع بالأراضي العراقية من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من جانب واحد. وما زالت المدينة تضم 1.5 مليون نسمة بما يجعلها أكبر بأربعة أو خمسة أمثال أي مدينة أخرى سيطر عليها التنظيم في العراق أو سوريا. وقال بيان عسكري آخر إنه تمت السيطرة على خمس قرى شمالي الموصل حيث يجري نشر مقاتلين من البشمركة فيما تتقدم وحدات الجيش من الجنوب. وانضمت فصائل شيعية موالية لإيران للقتال يوم السبت بهدف قطع الطريق بين الموصل والرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا. ويرد مقاتلو تنظيم "داعش" على الحملة التي بدأت قبل أسبوعين بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة ونشر القناصة وإطلاق قذائف المورتر. ويقول مسؤولون من الأممالمتحدة وقرويون تحدثوا لرويترز إن المتشددين أشعلوا النار في آبار نفط لتغطية تحركاتهم ونقلوا آلاف المدنيين من القرى إلى الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية. ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها أعضاء تنظيم داعش خلال انسحابهم لها تأثير مباشر على صحة المدنيين وتهدد بعواقب صحية وبيئية طويلة الأمد." وتتوقع الأممالمتحدة تشريد ما يصل إلى مليون من السكان بسبب القتال الذي تقول منظمات الإغاثة التابعة لها إنه أجبر حتى الآن نحو 17500 شخص على الفرار. ولا يشمل هذا العدد من جلبهم المقاتلون المتشددون لدى تقهقرهم إلى الموصل. وقال تنظيم "داعش" إنه قتل 35 من عناصر الحشد الشعبي والمقاتلين السنة الموالين للحكومة في هجوم انتحاري بالقرب من حديثة في محافظة الأنبار غرب البلاد. ولم يؤكد مسؤولون عراقيون وقوع الهجوم. وبالنسبة للمسؤولين المحليين فإن الأعلام الشيعية التي ترفعها قوات الحشد الشعبي وبعض الوحدات في الجيش والشرطة في مناطق ذات أغلبية سنية في محيط الموصل مثار قلق. لكن لم يتم ربط الحشد الشعبي بوقوع أي حوادث طائفية حتى الآن. وتسبب نشر قوات شيعية في شمال العراق في توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرات يوم السبت. وقال أردوغان إن بلدة تلعفر التي تقول القوات الشيعية إنها تريد استعادتها يقطنها التركمان الذين تربطهم علاقات ثقافية وتاريخية قوية بتركيا. وأضاف أن أنقرة ستتخذ إجراءات إذا أشاعت فصائل الحشد الشعبي الخوف في المدينة التي تقع على بعد نحو 55 كيلومترا غربي الموصل. (رويترز)