اعتبر، امس الاثنين، القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو ان نظام بن علي تسبب في جرائم فظيعة في حق نشطاء سياسيين عارضوا سياسته. وحول تجربة السجن الذي عاشها وان كان سيستغل منصبه الحالي كرئيس لمجلس نواب الشعب للنظر مع المتهمين في تلك الحقبة بتعذيبه، قال في حديث مع "قناة الجزيرة": "أنا لا أستمد قوتي من برلمان.. هذه مرحلة عبور.. ولكن استمد قوتي من واقعي أنا جردت من ملابسي وأصعدوني في المدارج عاريا وجعلوني فرجة للرجال والنساء نكالة بي.. كما أخرجوا والدتي من بيت أهلها وأنا بالسجن وبقيت دون مسكن معللين ذلك بأن البيت آهل للسقوط وهو إلى اليوم لم يسقط فبقيت بسقيفة سيدي محرز ونامت مع أناس لا تعرفهم لا لشيء الا لأنني ابنها". كما أضاف: "أنا أنزلت إلى القبر عددا كبيرا من الشباب بطلب من أهاليهم.. أول شخص أنزلته القبر هو شقيق كاتبي في مكتبي عبد الرؤوف العريبي الذي اخذ وضرب على رأسه إلى أن مات وأشعروا والده فجرا وطلبوا منه الحضور الى الدفن بمفرده فدعوته إلى أن أكون معه وعدد من أفراد الاسرة وعند اصراره حضرت معه وعندما نزلت إلى القبر لدفنه وفككت الرداء الصوفي لأخذ الجثة مكفنة وجدت الرجل عاريا.. وكان رأسه ملطخ بالدماء ومسحت بقميصي دمه وأخذته إلى المحكمة وطلبت منهم أن يضعوا يدهم على دم الشهيد واتصل بي بعد 4 ساعات وزير العدل حينها وهددني ان ردّدت ذلك ثانية وقال لي لو لم تكن صديقي لسجنتك حتى لا يسمع بن علي هذا الكلام.. هناك من قتله بن علي بيده" وبخصوص حضور بن علي لجلسات الاستماع لضحايا الانتهاكات، قال: "ان حضوره ليس ضروريا مادام من قاموا بتلك الأعمال أو شهدوا عليها موجودون وان كانت له جرأة للعودة الى البلد فان هناك محكمة ستمسكه" ومن جهة أخرى، تحدّث عبد الفتاح مورو عن وجود جثث مجهولة الهوية الى غاية الآن. وفي هذا السياق، أكّد: "الشهيد كمال المطماطي دفن بخرسانة لإقامة قنطرة تم تشييدها في ذلك الوقت وفق ما أشعرني به مقربون من قيادات أمنية شاركت في عملية اغتيال الناشط السياسي.. وأخذوني إلى تلك القنطرة". وأضاف مورو أن "جثامين متعددة لم يقع التعرف عليها أو على مكان دفنها وكيف وقع التخلص منها.. وعائلاتهم مازالوا يبحثون عنهم.. ويجب أن يدرك الشعب التونسي أن هذا وقع في تونس".