مع تواصل تحركات التلاميذ على مدى الايام الماضية ببعض الجهات رغم الاتفاق المبرم بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية الذي ينص على التراجع في روزنامة الامتحانات بدأت تتضح خيوط الحملة الممنهجة التي تقوم بها بعض الاطراف محاولة منها في الاطاحة بوزير التربية ناجي جلول. حملة فضحتها شهادات عشرات التلاميذ الذين كشفوا انهم كانوا ضحية عملية تحريض من بعض الأطراف الذين دعوهم الى الخروج للشوارع للاحتجاج والمطالبة برحيل وزير التربية ناجي جلول ، حقيقة أصدع بها كذلك أحد التلاميذ خلال حضوره منذ أيام قليلة ببرنامج 7/24 على قناة "الحوار التونسي" ليكشف مخططات بعض الجهات ولو انها كانت مفضوحة منذ البداية لكنها بدأت تتوضح وتنكشف للرأي العام تدريجيا لاسيما ان اللافتات التي رفعها التلاميذ والشعارات التي كتبت عليها طرحت أكثر من نقطة استفهام ، ثم والسؤال الأبرز من مول طبع تلك اللافتات التي كانت بالمئات في مختلف مناطق الجمهورية وهو ما يعني انها عملية منظمة وممنهجة وليست حركة تلمذية عفوية. وبعيدا عن التحركات التلمذية التي حاولت بعض الاطراف استغلالها والركوب عليها فان الاطاحة بوزير التربية كان المطلب المعلن لنقابات التعليم سواء بالنسبة لنقابة الأساسي أو نقابة التعليم الثانوي بعد أن أوضح كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أن المطالبة برحيل جلول ليست مطلب النقابة بقدر ما يعكس موقف الأساتذة منه حسب قوله. وفي وقت شرعت نقابات التعليم في التحضير لتحركها الاحتجاجي يوم 30 نوفمبر امام وزارة التربية ليكون يوما "مزلزلا" وعاصفا يطيح بالوزير تزامنت مع هذه الترتيبات بروز اعلانات في بعض الجهات تفضح الهدف "المرسوم" للنقابات وحتى بعض الاحزاب التي باتت تعمل في الخفاء من أجل اقالة ناجي جلول لغايات معلومة في اغلب جوانبها. وقبل ان يردد مئات الاساتذة والمعلمين "اليوم اليوم ..جلول يطيح اليوم " مثلما ردده الاف المعلمين يوم "غضب المعلمين" في 5 سبتمبر 2015 جاء اليوم الرد مسبقا من رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي اكد انه لن يغير أي وزير من تشكيلته الحكومية مهما كانت المبررات . ورغم موقف رئيس الحكومة الذي ساند وزيره وناصره في محنته في ظل موجة الاحتجاجات التي تطالب ب "رأسه" فان المواجهة ستبقى مفتوحة وساخنة بين الوزير والنقابات في صراع تحول الى تصفية حسابات يدفع ثمنها التلميذ الذي زج به في هذه "الحرب" في وقت يحتم ان يظل بعيدا عن الحسابات والاجندات.