سيطرت قوات النظام اليوم الأربعاء على الحي القديم في حلب الشرقية ما أجبر مقاتلي المعارضة، الذين قدّموا اليوم مبادرة خطيّة لهدنة إنسانية، على الانسحاب خشية محاصرتهم في نطاق ضيق، بعدما أصبح أكثر من 70 في المائة من المدينة في يد النظام. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان دعت المعارضة المسلحة اليوم إلى "إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام" وإجراء مفاوضات في شأن مستقبل المدينة وإجلاء "الحالات الطبية الحرجة والمدنيين" وذلك ضمن خطة إنسانية نشرت اليوم، واشترطت "تخفيف الحصار عن حلب لقاء التفاوض على مستقبل المدينة". وطالبت وثيقة باسم "مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة" بإجلاء "الحالات الطبية الحرجة (من شرق حلب)... ويقدر عددها ب500 حالة تحت رعاية الأممالمتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة»، وطالبت بإجلاء كل المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب "إلى منطقة ريف حلب الشمالي كوْن أن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة". من جهته قال الكرملين إن اتفاقا مع واشنطن يقضي بخروج المعارضة ما زال مطروحا لكن لن تجرى محادثات بين البلدين الآن، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن عدد المقاتلين الذين خرجوا من حلب حتى الآن قليل للغاية واصفا الذين لم يغادروا منهم مجدداً ب"الإرهابيين الذين يلتفون حول مقاتلي جبهة النصرة". وقال مسؤول معارض إن واشنطن لا تملك "موقفاً طمن الهجوم الذي يشنه النظام بدعم روسي، وإنها مستعدة فقط حتى الآن لتنسيق إجلاء المقاتلين بطلب روسي". وبعد تمكنها أمس من السيطرة على حيي أقيول أغير وباب الحديد، تقدمت قوات النظام في أحياء الشعار والمواصلات والشيخ لطفي وكرم الجبل واستكملت سيطرتها على ضهرة عواد وجورة عواد وسيطرت على أجزاء من حي المرجة بغطاء من القصف المدفعي والجوي المكثف، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى وأجبر أكثر من 80 ألفاً على النزوح. وتعرض حي الزبدية وأحياء الفرقان وحلب الجديدة والأكرمية الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب وأدت إلى مقتل 11 شخصاً بينهم 3 أطفال. وفي السياق اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند موسكو بعرقلة مساعي الاممالمتحدة حول سوريا بعدما استخدمت وبكين حق النقض «فيتو» ضد قرار يدعو الى اعلان هدنة من سبعة ايام في مدينة حلب، وقال في بيان: "هذه العرقلة المنهجية تتماشى مع منطق التدمير الذي يتبعه نظام الاسد والذي يمسّ بالعزّل". في شأن متصل قتل اليوم جنديان تركيان في هجوم بسيارة مفخخة شمال سوريا، وأعلنت وكالة "دوغان" التركية "سقوط جنديين في إطار عملية درع الفرات» التي أطلقها الجيش التركي لمساندة المعارضة لاستعادة مدينة الباب من تنظيم "داعش"، فيما اشارت قناة «ان تي في» التركية الاخبارية الى اصابة جندي ثالث في الهجوم. وكانت مقاتلات تركية شنت خلال اليوم ضربات جوية على 12 هدفا ل"داعش" في الباب، وقتلت 23 متشددا منهم.