إن ظاهرة استقطاب النساء إلى صفوف التنظيمات الإرهابية وإقناعهن بتبني الأفكار المتشددة ارتبطت بالربيع العربي وبروز التنظيمات الدموية المتطرفة والنساء المنضويات تحتها يقدمن عادة خدمات مختلفة كالطبخ والتمريض وخاصة ما يعرف ب"جهاد النكاح" كما أوكلت للبعض منهن مهمة الاستقطاب و"ش" التي لم تتعد ربيعها الثالث من بين عشرات وربما المئات من الفتيات اللواتي يتم استقطابهن ولكن أيادي السلط الأمنية سرعان ما تطالهن وتلقي عليهن القبض قبل أن يتوغلن في مشاريع "داعش" الدموية ويدخلن في طريق تصعب الرجعة منه. "ش" قالت في اعترافاتها أنها ولدت وترعرعت بجهة بنزرت ولكنها لم تنه دراستها لعدة أسباب وانقطعت عن التعليم منذ سنتين والتحقت لتعمل بمحل لبيع الخزف وفي سنة 2015 التحقت للعمل بمصنع للجلد ثم بمحل لبيع الأثاث وفي سنة 2016 قررت البقاء بالمنزل وارتدت الحجاب وكانت مدمنة على الإبحار عبر شبكة الانترنيت والدخول إلى المواقع ذات المنحى الديني وخاصة المواقع التي تروج للفكر السلفي المتشدد وأصبحت تتبنى الأفكار السلفية الجهادية وتوجهاتها ثم أنشأت حسابا على موقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" تحت اسم "ليلى" تعرفت من خلاله على فتاة من جهة الساحل ملتزمة دينيا دعتها إلى الانضمام إلى مجموعة من المتشددات وكانت تتحادث معها حول تفسير القرآن وتوضيح الأمور الدينية وتمجد تنظيم "داعش". وجاء في اعترافات المتهمة المذكورة أنها تعرفت عبر تطبيقة "الوات ساب" على شخص يقاتل صلب تنظيم "داعش" ويعرف بكنية "أبو وقاص التونسي" فأعلمها أنه انسلخ عن "داعش" وفر إلى تركيا كما أكد لها أن التنظيم المذكور تنظيم إرهابي ودموي ونصحها بالابتعاد عن "الجهاد" وعدم التفكير في تلك الأمور لأن "داعش" ليس على حق وفق اعترافاتها. ولما سمعت الفتاة تلك المعلومات حول "داعش" أخبرت محدثتها عبر تطبيقة "التلغرام" فتظاهرت هذه الأخيرة بمجاراتها وطلبت منها عنوان "أبو وقاص التونسي" على الانترنيت وعندما سلمته لها اتصلت به وأخبرته أن "ليلى" سيئة السمعة ولها علاقات مشبوهة مع عدد من الشبان وعرضت عليه أن تلتحق به إلى تركيا عوضا عن "ليلى" غير أن "أبو وقاص" لم يستجب لطلبها فقررت عندها مبايعة أمير تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي. كما تعرفت الفتاة المذكورة على شاب كان يقاتل مع تنظيم "داعش" في الرقة وطلب منها أن تتحادث معه عبر تطبيقة التلغرام لأنها آمنة ثم كان يقنعها بمبايعة أبو بكر البغدادي وكان يحدثها دائما عن مزايا "داعش" وأن هذا التنظيم على حق ويقر بما أنزل الله وأنه لا يوجد ما يسمى ب"جهاد النكاح" وحاول إقناعها بالانضمام إلى خلية إرهابية في تونس ولكنها قررت قطع الصلة به وفق تصريحاتها إلى أن ألقت عليها السلط الأمنية القبض وإحالتها على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في انتظار محاكمتها. مفيدة القيزاني جريدة الصباح بتاريخ 10 ديسمبر 2016