أنهى ليلة أمس المنتخب الوطني التونسي سلسلة مبارياته التحضيرية للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 بهزيمة غير مستحقة ضد منتخب مصر بهدف يتيم سجل في الدقيقة 92 بعد هفوة قاتلة من شمس الدين الذوادي.ورغم العثرة الأخيرة فإن العناصر الوطنية قدمت أداء محترما للغاية وأحرجت الفراعنة في عقر دارهم وقدمت بالمناسبة رسالة طمأنة لجماهير المنتخب مفادها جاهزية رفاق أيمن البلبولي لتقديم مشاركة طيبة في النهائيات الإفريقية في حال تم تجاوز بعض الهفوات الدفاعية وحضور النجاعة والفاعلية. دفاع في حاجة للمراجعة قبل دخول غمار المسابقة الإفريقية وشد الرحال إلى ليبريفيل،خاض المنتخب الوطني التونسي أربع مواجهات ودية ضد منتخبات الباسك وكاتالونيا وأوغندا ومصر،قبل خلالها سبع أهداف كاملة منها ستة أهداف بدفاع بثلاثة لاعبين في المحور وهدف بدفاع مسطح بأربعة لاعبين وهو ما يعطي مشروعة للانتقادات الكبيرة التي وجهت لهنري كاسبارجاك بسبب انتهاجه لخطة 3 – 5 - 2 والتي أجبرته في النهاية إلى العودة إلى الخطة التقليدية والتي تتماشى مع مؤهلات وتكوين العناصر التونسية.ورغم التحسن الكبير للأداء الخط الخلفي فإن تدارك بعض الهفوات الفردية القاتلة وتحسين التنشيط الدفاعي العام ضرورة ملحة خاصة وأننا سنصطدم في ال»كان» بمنتخبات قوية تمتلك مهاجمين من خيرة ما هو موجود في العالم على غرار رياض محرز وسليمان سليماني من الجزائر وسايدو ماني نجم السينغال وليفربول،والأكيد أن بعودة مدافع فالنسيا الاسباني أيمن عبد النور ستتحسن الأمور أكثر وسيزول الكابوس المخيف الذي رافق عشاق النسور في الفترة الماضية. وسط مطمئن لئن يبدو خط الدفاع مهتزا بعض الشيء ومصدر قلق دائم،فإن أداء خط الوسط بدا أكثر إقناعا خاصة مع استعادة الفرجاني ساسي لفورمة العادة والفنيات المتميزة لحمزة لحمر والعطاء الغزير للاري العزوني الذي سيكون أحد الورقات المهمة في «كان» الغابون.خط وسط الميدان سيكون له دور كبير في المسابقة القادمة حيث سيكون لاعبوه مطالبين بتخفيف العبء على الخط الخلفي وهو ما سيفرض على هنري كاسبارجاك إضافة لاعب ارتكاز ثان إلى جانب ساسي وسيكون على الأرجح المتميز محمد أمين بن عمر الذي يواصل التدرب على انفراد وسيكون جاهزا مع بداية الدورة.كما سيكون خط وسط الميدان مطالبا بتوفير المساندة للخط الأمامي وخلف التفوق العددي في الوضعية الهجومية وهذا في متناول ساسي وبن عمر ولحمر الذين يمتلكون من الإمكانيات مع يسهل عليهم الجمع بين التغطية الدفاعية والمساندة الهجومية. آمال كبيرة على الهجوم خلال المواجهات الودية الأربع التي خاضها المنتخب الوطني إلى غاية اللحظة سجل المنتخب الوطني التونسي ستة أهداف منها ثلاثية بأقدام المتميز يوسف المساكني الذي سجل عودة من الباب الكبير بفضل مخزون فني رهيب وقدرة عالية على اختراق جل الدفاعات المنافسة.»النمس» سيحمل أمال الجماهير التونسية في المسابقة الإفريقية وسيقود فرقة الهجوم التي تضم أسماء كبيرة على غرار نعيم السليتي المفاجأة السارة في القائمة وأحمد العكايشي الذي استعاد عافيته في الفترة الأخيرة وطه ياسين الخنيسي أفضل مهاجمي البطولة وصابر خليفة ووهبي الخزري اللذين يمتلكان من الفنيات ما يمكنهما من حمل الخطر على الدفاعات المنافسة. لا خوف على الخزري شهدت المباراة الودية الأخيرة ضد مصر إصابة محترف سندرلاند الانقليزي وهبي الخزري الذي غادر الميدان منذ منتصف الشوط الأول تاركا مكانه للاري العزوني.إصابة لن تؤثر على مشاركة اللاعب في المواجهة الافتتاحية ضد منتخب السينغال الأحد القادم حيث أكد سهيل الشملي طبيب المنتخب بأن الإصابة لا تكتسي خطورة كبيرة وهي عبارة على التواء على مستوى الكاحل وسيكون اللاعب جاهزا للمشاركة في المباريات الرسمية شأنه في ذلك شأن طه ياسين الخنيسي الذي تخلص من الأوجاع وسيكون مع المجموعة انطلاقا من اليوم.