دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاحد في دمشق، طرفي النزاع في سوريا الى وقف القتال "بقرارمنفرد" خلال عيد الاضحى. ميدانيا، اوقع انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في العاصمة، عشرة قتلى، بينما استمرت العمليات العسكرية في مناطق اخرى. وبلغت حصيلة قتلى اعمال العنف الاحد 55 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية اثر لقائه الاسد "اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح اثناء العيد"، مشيرا الى ان كل طرف يمكن ان يبدأ بهذا "متى يريد اليوم او غدا". واوضح الابراهيمي انه سيعود الى دمشق بعد عيد الاضحى الذي يوافق اول ايامه الجمعة المقبل. وقال ان دعوته موجهة الى "كل سوري سواء كان في الشارع او القرية او مسلحا في جيش سوريا النظامي او من هم معارضون للدولة السورية". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد تأكيده خلال الاجتماع ان "سورية تدعم جهود المبعوث الاممي ومنفتحة على اي جهود مخلصة لايجاد حل سياسي للازمة على اساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي". واضاف ان "اي مبادرة او عملية سياسية يجب ان تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الارهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وايواء الارهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الاعمال". وتتهم السلطات السورية السعودية وقطر وتركيا بتمويل وتسليح "مجموعات ارهابية" وارسالها الى سوريا. واعلن الابراهيمي انه اجرى اتصالات مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية في الداخل والخارج، موضحا انهم ابدوا "تجاوبا كبيرا جدا". وكانت دمشق جددت السبت خلال لقاء الابراهيمي مع وزير الخارجية وليد المعلم استعدادها لاجراء حوار وطني في سوريا للخروج من الازمة بعيدا عن اي تدخل خارجي. ميدانيا، قتل عشرة اشخاص واصيب 15 آخرون بجروح في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق الاحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد انه لم يتبين بعد ما اذا كان الضحايا من عناصر الشرطة او المدنيين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان الانفجار نتج عن عبوة ناسفة وضعتها مجموعة ارهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق". واحدث الانفجار اضرارا مادية في المكان، بحسب التلفزيون السوري. وشهد محيط حي باب توما في الاول من أوت الفائت للمرة الاولى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، تسببت بسقوط قتيل على الاقل. ويقع الحي المسيحي في وسط دمشق القديمة ويتميز بوجود فنادق وحركة سياحية لافتة فيه. وشهد حي العسالي في جنوب العاصمة صباح اليوم "اشتباكات عنيفة"، بحسب المرصد، تلت اشتباكات في حي تشرين في المنطقة نفسها. وافاد المرصد عن قصف واشتباكات في مناطق من ريف دمشق. واشار الى "انتشال ست جثث لسيدة وخمسة اطفال من تحت الانقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفا عنيف من القوات النظامية منذ ايام". في حلب في شمال البلاد، افاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما ادى الى سقوط جرحى. وذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن مصدر امني ان الانفجار نتج "عن تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي". وشاهد المراسل اشلاء بشرية في مكان الانفجار واضرارا مادية في السيارات والابنية. وعلى مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الاسبوعين الماضيين لاكثر من هجوم من مجموعات معارضة. وقال المرصد وناشطون ان بعض احياء حلب شهدت اليوم قصفا او معارك. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل اكثر من اسبوعين وتحاول القوات النظامية استعادتها. وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام قتل فيه 130 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وتجاوزت حصيلة القتلى في سوريا 34 الف قتيل منذ منتصف مارس 2011، بحسب المرصد السوري. وفي لبنان المجاور، تجمع الاف الاشخاص بناء على طلب المعارضة المناهضة لدمشق في وسط بيروت للمشاركة في تشييع رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي قتل الجمعة في انفجار ضخم في منطقة الاشرفية في شرق بيروت. واتهمت المعارضة النظام السورية بالعملية، ولم تعلق دمشق بعد على الاتهامات، الا انها وصفت العمل ب"الارهابي الجبان".