أثار اللقاء الثنائي الذي جمع أمس قيادات حزبي حركة النهضة وحركة نداء تونس الذي تمحور حول التحوير الوزاري الأخيرتساؤلات عديدة لاسيما انه استثنى بقية الأحزاب الممضية على وثيقة قرطاج . وقد اعتبر البعض هذا اللقاء رسالة غير مباشرة مفادها ان الحكومة الحالية هي حكومة النهضة والنداء. ومن جهته، نفى القيادي في حركة نداء تونس جلال غديرة في تصريح ل"الصباح نيوز" وجود أي إقصاء للأحزاب الممثلة في الحكومة، مشيرا إلى أهمية التنسيق بين هذه الاحزاب. واعتبر انه من حق الشاهد دستوريا اجراء تحوير وزاري. وقال غديرة: "نثمن هذا اللقاء الثنائي.. الذي لا يمكن اعتباره سوى لقاء طبيعي وعادي.. كما ان هنالك ضرورة ملحة للتشاور في ما بينهما.. وأي لقاء ثنائي او متعدد الاطراف هو لقاء طبيعي خاصة ان كان هنالك إيمان بما تضمنته وثيقة قرطاج". أحزاب ديكور أما القيادي في حركة الشعب زهير المغزاوي، فقد قال ل"الصباح نيوز" ان اللقاء الثنائي الذي جمع النهضة والنداء يؤكّد ان بقية الاحزاب الممضية على وثيقة قرطاج لا تعدو أن تكون أحزاب للديكور وليس لهم أيّ قيمة في الائتلاف الحكومي. كما اعتبر المغزاوي ان "التوافق المغشوش" بين النهضة والنداء لم يتم على أساس برنامج ورؤى. وفي سياق آخر، قال المغزاوي انه كان على الشاهد أن يجتمع بالأحزاب الممثلة للحكومة قبل اجراء التحوير، الا انه خرج عن ما تقتضيه الاعراف. ومن جانبها، رفضت القيادية في حزب افاق تونس ريم محجوب التعليق على هذا اللقاء الثنائي الذي جمع حزبي النهضة والنداء ، مشيرة الى ان المكتب السياسي لافاق تونس الذي سيجتمع مساء اليوم في حدود الساعة السادسة سيتطرق إلى مسألة التحوير الوزاري واللقاء الثنائي بين حزبي النهضة والنداء، على أن يصدر الحزب موقفا رسميا اثر انعقاد مكتبه السياسي. حكومة ثنائية وقالت الناطقة باسم الاتحاد الوطني الحر سميرة الشواشي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان حزبها لم يستغرب هذا اللقاء الثنائي الذي يؤكّد أن بقية الأحزاب الممضية على وثيقة قرطاج خارج الحكم. وأضافت الشواشي ان الوطني الحر ومنذ أن أعلن انسحابه من وثيقة قرطاج أكّد وجود اختلال في التوازن السياسي ووجود طرف قوي يحكم في البلاد وهو حزب حركة النهضة مع حليفه نداء تونس ممثلا في شق حافظ قائد السبسي، أمام معارضة راديكالية للجبهة الشعبية وتشتت لبقية الأحزاب الوسطية. وفي نفس السياق، قالت سميرة الشواشي ان صفة حكومة الوحدة الوطنية سقطت اليوم عن الحكومة الحالية التي أصبحت حكومة ثنائية مختزلة في النهضة والنداء. معارك مُفتعلة ومن جهة أخرى، قال الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان اللقاء الثنائي الذي جمع أمس النهضة والنداء يندرج في إطار العلاقات الثنائية، مضيفا: "لقاء مثل لقاء الجمهوري بالمسار على اعتبار تقاربنا مع هذا الحزب". كما دعا النهضة والنداء إلى الكف عن التظاهر بالخلاف والتراشق من حين إلى آخر بالتهم في حين أن الواقع يؤكّد التنسيق في ما بينهما وأن كل المعارك مُفتعلة لإلهاء الرأي العام، وفق ما تأكّد بلقاء أمس. وللتذكير فقد أكد البيان المشترك للنهضة والنداء على أهمية التشاور والتنسيق بين الحزبين ومأسسته من أجل دعم المسار وإنجاحه وتحقيق استحقاقات المرحلة، مع التأكيد على دعم حكومة الوحدة الوطنية وحق رئيس الحكومة في اختيار فريقه الحكومي في إطار التشاور والتنسيق مع الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج بما يدعم سياسة التوافق.