أصدرت صحيفة الوسط البحرينية في عددها الصادر اليوم الأحد مقالا قارنت فيه ما فعله محمد البوعزيزي وإشعاله للربيع العربي بشاب كوري "حوّل اللغة الكورية من خلال أغانيه إلى واحدة من أشهر اللغات في العالم بصورة مفاجئة". وفي ما يلي المقال الصادر في الصحفية بعنوان "من «البوعزيزي» في تونس إلى «Psy» في كوريا" : محمد البوعزيزي، شاب من تونس أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر 2010 احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية عربة بيع الفواكه والخضراوات التي يكسب منها رزقه، وتحول ذلك الشاب غير المعروف من قبلُ؛ إلى أشهر شاب في العالم العربي، وأشعل بما فعله بنفسه «الربيع العربي» الذي مازال يهز المنطقة باحتجاجات وانتفاضات وثورات متتالية من كل جانب. بارك سانغ جاي، شاب من كوريا الجنوبية، وهو مغني الراب المعروف باسم «Psy»، أطلق أغنيته Gangnam Styleفي 15 جويلية الماضي، وفي خلال أسابيع؛ أصبح واحداً من أشهر المغنين في العالم، وقد سجل اليوتيوب أكبر عدد من الزوار في تاريخه على الإطلاق، إذ بلغ عدد مرات تصفح هذه الأغنية أكثر من 630 مليون مرة حتى 3 نوفمبر الجاري, لقد أصبح هذا المغني الشاب «ظاهرة عالمية» فجأة، وهو حاليّاً يلهب الشباب في عشرات البلدان من خلال هذه الأغنية التي يتابعها الملايين من دون أن يفهموا اللغة الكورية. بائع الخضراوات التونسي «البوعزيزي» فجر مخزون الغضب لدى الشباب العربي، وقضى نحبه مغادراً بيئة فاسدة وحزينة، وأطلق برحيله موجة عارمة ضد كل معاني الاستبداد المطبق على حياة الناس. أما المغني الكوري الذي اختار اسمه «Psy» اختصاراً لكلمة Psycho التي تعني «مريضاً نفسيّاً» فقد أطلق أغنية باسم Gangnam Style ويعني بذلك طريقة الحياة في حي Gangnam في العاصمة الكورية (سيول). هذه الأغنية أوصلت الشاب الكوري العالمية؛ حتى أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 25 أكتوبر الماضي تعبيراً عن السمعة الكبيرة التي حصل عليها. أكثر من ذلك؛ فقد دخل اسم الأغنية Gangnam Style في قاموس المصطلحات الأميركية (على رغم أنها باللغة الكورية)، وهي تستخدم حاليّاً لتعني شيئاً من هذا القبيل: الصراخ الهزلي، تنفيذ الأعمال بطريقة ملتهبة، الهزل غزير المعنى وبصورة مسلية، إلخ. وهكذا تحولت اللغة الكورية إلى واحدة من أشهر اللغات في العالم بصورة مفاجئة، وكل ذلك بسبب طاقات الشباب التي تتحرك عالميّاً وتفرض نفسها بطريقة غير تقليدية وغير متوقعة. ولعلَّ هذا أيضاً ما شهدناه في ظاهرة البوعزيزي التي حركت الأجواء بطريقة غير اعتيادية. في كلتا الحالتين؛ نرى أن الطاقة الشبابية تفاعلت مع تقنية المعلومات الحديثة لتعبِر الحدود وتغزو القلوب والعقول وتفرض شروطها لتغيير المفاهيم والأطر القديمة.