منذ مدة اختار رئيس الدولة الباجي قايد السبسي تجنب الخطاب المباشر مع الشعب معتمدا نمطا قديما في التواصل ألا وهو تسجيل الخطب والحوارات كما كان يفعل زين العابدين بن علي الذي كانت خطبه تصوّر ويقع اعادة تركيبها بشكل يظهر فيها بلا أخطاء ولا تلعثم رغم ان كل خطبه كانت مقرؤوة ..وكذلك كان الامر للحوارات والتصريحات . واليوم لاحظنا أن رئيس الدولة الباجي قايد السبسي يسير على نفس الخطى بل جاوز ذلك اذ بلغ الامر حد القطع مع الخطب الرسمية في المناسبات الوطنية فمنذ خطابه في عيد الثورة لسنة 2016 لم يشهد عيد وطني خطابا مباشرا او حتى غير مباشر موجه للشعب باستثناء كلمته في عيد المرأة ..وبالتوازي اختار رئيس الدولة ان يجري حوارات مسجلة يتم خلالها الاتفاق على كل الجزئيات كما كان الامر على نسمة او ما ننتظره غدا على الوطنية بمناسبة عيد الاستقلال الذي سيكون مجرد حفل استقبال يضم 1500 شخص يتنافسون على الفوز بكرم مصافحة ليعودوا فرحين مسرورين رغم أن عيد الاستقلال ياتي في ظرف خاص بدات فيه البلاد تفقد الكثير من مقومات السيادة زادها خروج أحزاب عن تعهدات الميثاق الوطني الذين اعتبروه عملية " تحيل" تدهورا للوضع والدليل المصادقة على التعديل الوزاري بحد ادنى مطلوب من الاصوات داخل قبة البرلمان. وقد تكون حادثة قناة التاسعة عندما غادر رئيس الدولة القصر الرئاسي لزيارة المصابين في حادث القطار القطرة التي افاضت الكاس ودعت مستشاريه لحجبه تماما عن المباشر ..ومهما يكن من أمر فان انعكاسات ما يحدث تأثر مباشرة على صورة الرئيس وتدعو لطرح العديد من التساؤلات حول كفاءة من يحيطون به وتدعو البعض حتى للتساؤل حول مدى ملائمة ظروفه الخاصة للخطب والحوارات المباشرة.