تضاربت الأنباء بشأن الكشف عن هوية مشتبه به في هجمات لندن، فبعد أن اتهمت وسائل إعلام بريطانية أبو عز الدين، البريطاني من أصل جامايكي، بتنفيذ الهجوم، تراجعت في وقت لاحق عن ذلك. وكانت بعض الصحف البريطانية والقناة التلفزيونية الرابعة أعلنت أن البريطاني تريفور بروكس البالغ من العمر 45 عاما، والذي اعتنق الإسلام في عمر 18 عاما، هو من قام بتنفيذ هجوم الأربعاء، 22 مارس ، على مبنى البرلمان البريطاني، بدهس عدد من المارة بسيارته وطعن شرطي بسكين قبل أن يلقى مصرعه بإطلاق الشرطة النار عليه أثناء محاولته اقتحام مبنى البرلمان. وذكرت صحيفة "إندبندت" البريطانية في هذا الصدد أن "السلطات تعرف أبو عزالدين جيدا بسبب علاقاته بالإرهاب، وقد سبق أن سجن لفترة بسبب جمع الأموال للإرهابيين والترويج للإرهاب". ويبدو أن هذه الرواية لم تجد ما يسندها فتراجعت وسائل الإعلام البريطانية عن تبنيها بعد أن أكد محامي "أبو عز الدين" وشقيقه أنه لا يزال في سجنه بلندن، وبالتالي لم يكن بإمكانه تنفيذ هذا الهجوم. إلى ذلك، تداولت وسائل الإعلام تفاصيل جديدة عن الهجوم الذي أودى بحياة 4 اشخاص وتسبب في إصابة أكثر من 20 آخرين، حيث ذكرت صحيفة "Express"أن السيارة التي استخدمها الإرهابي في دهس المارة من نوع "Hyundai"، وقد تكون استؤجرت في مدينة برمنغهام. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أن مدينة برمنغهام شهدت انتشار عدد كبير من سيارات الشرطة مساء وقوع الحادثة، وعزت الصحيفة ذلك إلى ما يشاع بأن السيارة المستخدمة في الهجوم قد استؤجرت من داخل المدينة. هذه الرواية، لم تصمد طويلا هي الأخرى، وظهر ما يناقضها، حيث تحدثت شبكة "بي بي سي" عن وجود أسباب تدعو إلى الاعتقاد بأن السيارة التي استخدمت في هجمات لندن قد استؤجرت في مدينة تشيلمسفورد في مقاطعة إسكس. وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" بأن الشرطة البريطانية داهمت، صباح الخميس، منزلا في مدينة برمنغهام وذلك في إطار تحريات هجوم "وستمنستر"، الذي شهدته العاصمة الريطانية، عشية الأربعاء. وأوضح أنه جرى اعتقال عدد من الأشخاص عقب المداهمات (دون تحديد عددهم أو جنسياتهم). وتعتبر برمنغهام، التي تقع في غرب الوسط، ثاني مدن بريطانيا من حيث المساحة والكثافة السكانية. من جهته، قال مارك رولي، قائد شرطة مكافحة الإرهاب إن السلطات الأمنية تعتقد أنها تعرف هوية الرجل لكنها لن تكشف عن المزيد من التفاصيل، وأنها تشتبه بأن الارهاب يقف وراء الهجوم. كما ذكر أنه سيتم نشر المزيد من رجال الشرطة المسلحة خلال الأيام المقبلة في الشوارع لطمأنة الجمهور. ومن جانبه، يقول المستشار في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أوليفير غيتا، إن الوسائل التي تم استعمالها في الهجمات تحمل بصمات داعش، كون المتحدث السابق باسم داعش محمد العدناني وجه عملائه في وقت سابق لاستخدام هذه الوسائل في هجماتهم الإرهابية. وأضاف أن العملية تأتي رمزية كونها تستهدف البرلمان البريطاني، ورئيسة الوزراء، تيريزا ماي داخله، مما يشكل رسالة قوية للحكومة البريطانية. وأشار إلى أن اللافت للنظر أن الإرهابيين يهاجمون دوما أهدافا سهلة لا تشهد كثافة أمنية، إلا أن هذه المرة استهدفوا منطقة ذات كثافة أمنية مشددة، حيث يحاولون نشر الفوضى في مدينة كبيرة مثل لندن. وفي حديث ل"سكاي نيوز عربية" قال عضو مجلس العموم البريطاني، جيرالد هوارث، من داخل البرلمان إن نحو 400 شخص كانوا في مجلس العموم وقت وقوع الحادث، مشيرا إلى أن المهاجم تخطى سياج البرلمان قبل أن تطلق الشرطة النار عليه. وتزامن هذا الاعتداء مع الاحتفال في بلجيكا بالذكرى الأولى للاعتداء الذي أوقع 32 قتيلا في بروكسل في الثاني والعشرين من مارس 2016. (وكالات)