اختتم مهرجان كان السينمائي الدولي دورته السبعين، مساء أمس، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. وأعلنت لجنة التحكيم فوز الفيلم السويدي «الميدان»، بالسعفة الذهبية، وهي أعلى جائزة يمنحها المهرجان. ويدور الفيلم حول متحف ثري بالأعمال الفنية في ستوكهولم، ويجمع بين السوريالية والكوميديا والإثارة والنقد الاجتماعي. وفازت المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا بجائزة أفضل مخرج عن فيلمها «المغشوش» عن الحرب الأهلية الأمريكية، وحصل الممثل الأمريكي خواكين فينيكس على جائزة أفضل ممثل، كما فازت ديان كروغر بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «لم تكن أبدا حقا هنا» للمخرجة لين رامسي. وحقق الأمريكي تايلور شريدان جائزة أحسن مخرج، بينما حقق الفرنسي ماثيو أمارليك جائزة أفضل سرد شعري على الشاشة عن فيلمه «باربرا»، وفاز الإيراني محمد رسولوف بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه «وداعا». وشهدت دورة المهرجان (من 17 إلى 28 الشهر الجاري) عرض 49 فيلماً من 29 دولة، بينها 19 فيلماً تنافست على جوائز المهرجان. وغلبت على هذه الدورة السياسة والعلاقات الاجتماعية، والتي حصدت في النهاية الجوائز الرئيسية، وغرد المخرج الألماني التركي فاتح اكين خارج سرب الأفلام الغربية بفيلمه «من العدم»، الذي اتهم فيه الغرب بالعمل على خلق إرهاب إسلامي في الوعي العام الغربي، فيما لم يسجل العرب حضورا يذكر هذا العام لا من ناحية مشاركة الأفلام ولا من ناحية الأدوار السينمائية للنجوم والنجمات، حيث لم نشاهد على السجادة الحمراء الرئيسية أي ممثل أو نجم عربي. الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الفرنسية لحماية رواد المهرجان كانت لافتة فقد انتشر جنود يرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة أتوماتيكية جابوا الشوارع والشواطئ. وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان تم إخلاء قاعات عرض ثلاث مرات لأسباب أمنية وأجبرت الفحوصات الأمنية المشددة رواد المهرجان على الانتظار في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة. وسجل المهرجان رغم كل ذلك نجاحا كعادته كأفضل حدث سينمائي في العالم، ويعود تأسيسه إلى عام 1946، حيث يقام في شهر ماي من كل عام، في مدينة كان في جنوبفرنسا.