طالب عدد من السياسيين والحقوقيين التونسيين مجدداً وزير النقل أنيس غديرة بالاستقالة مع تزايد الحوادث والتجاوزات في قطاع النقل، وخاصة إثر حادث انقلاب أحد القطارات وإلغاء وتأخير بعض الرحلات الخاصة بعدد من البواخر، في وقت تحدثت فيه بعض المصادر عن احتمال وجود تعديل حكومي جديد سيشمل بعض الحقائب من بينها وزارة النقل. وجرح أكثر من عشرين شخصاً، الاثنين، إثر انقلاب أربع عربات قطار في مدينة «مجاز الباب» التابعة لولاية «باجة» (شمال غرب)، فيما أكدت وزارة النقل فتح تحقيق في الحادث الذي لم تتوضح أسبابه بعد. ويأتي الحادث بعد يومين من إلغاء رحلة إحدى البواخر المتجهة إلى مدينة «جنوة» الإيطالية بسبب خلاف بين القبطان وعدد من العاملين، وتبع الحادث تأخير لرحلة أخرى لإحدى البواخر المتجهة إلى مدينة «مرسيليا» الفرنسية لساعات، وهو ما خلف حالة كبيرة من الاحتقان، في ظل دعوة وزارة النقل لمحاسبة المتسببين بالحادثين. وشكلت الحوادث الأخيرة مناسبة جديدة للسياسيين والنشطاء لمطالبة وزير النقل أنيس غديرة بالاستقالة، حيث اتهم المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحناشي غديرة ب»التشبث بمنصبه على جثث الابرياء»، متسائلاً «الا يخجل هؤلاء؟ تباً للسلطة والمناصب. ماذا ينتظر هذا الوزير حتى يستقيل. موت جميع المسافرين على خطوط السكك الحديدية والحافلات العمومية؟». وأضاف في صفحته على موقع «فيسبوك» معدداً حوادث السير السابقة في عهد وزير النقل الحالي «بعد اصطدام قطارين في الضاحية الجنوبية من العاصمة وجرح 277 مواطناً (مسافراً) خمسة منهم حالتهم خطيرة. تتضاعف مأساة الناس وتتضاعف الخسائر المادية والبشرية ففي 30 أكتوبر 2016 أدى حادث اصطدام قطار بسيارة تاكسي بمنطقة الطواهرية بمعتمدية جندوبة الشمالية إلى مقتل 5 أشخاص على عين المكان. وفي جانفي من العام الجاري قتل 6 أشخاص من بينهم اربعة من العائلة نفسها في حادث اصطدام بين قطار وسيّارة في مفترق البسباسية في الحمامات. وخلّف حادث اصطدام قطارين في الضاحية الجنوبية للعاصمة بمحطة ديبوزفيل نحو 49 جريحا. دون الحديث عن حوادث الحافلات ولا عن «عار» المطارات». وتابع الحناشي «اما الفساد المتأصّل في الشركة الوطنية للسكك الحديدية فقد تضاعف بعد الثورة وفي عهد هذا الوزير(على فكرة لا اعرف اسمه ولا الحزب الذي ينتمي) اتخذ ابعادًا جديدة برغم قصر الفترة على ما يتحدث بعض الذين يعملون في تلك الشركة ..اما السيد الوزير فيبدو انه غير مبال بكل الضحايا والخسائر المادية التي اصابت القطاع والدولة المجتمع ما يشير الى استمراره في وظيفته...برغم مناداة قطاع هام من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني باستقالاته او اقالته . فماذا سيضيف هذا الوزير لهذا القطاع غير المزيد من الكوارث. ألهذه الدرجة يتشبّث هذا النوع من البشر بالسلطة والكرسي حتى على حساب «جثث» ابناء الشعب؟»! وكتب الباحث نور الدين العلوي «وزير النقل يقول ان الغاء الرحلة البحرية بين تونس وجنوة لم يسبب خسائر للشركة. يعني ربحت من عدم الحركة! رغم انه تم تأمين عودة مهاجرين على سفن اخرى. هذا يعني أنه لو تمت الرحلة كانت الشركة ستخسر؟»، متسائلًا «هل من المعقول أن يختلف ربان سفينة مع أحد العاملين فيلغي الرحلة بالكامل، وكأن الباخرة هي ملك له؟». وكتب المحامي سيف الدين مخلوف معلّقاً على حادث القطار «وزير النقل الحالي لن يستقيل أبداً مهما حصل من حوادث وكوارث لأنه – وببساطة شديدة- لا يركب القطار»، وأضافت صفحة «فخار يكسر بعضو» المتخصصة في انتقاد الأوضاع العامة في البلاد «بعد فضيحة باخرة قرطاج وتانيت. أنيس غديرة يصبح اول وزير فاشل براً، بحراً وجواً». وتأتي الدعوات المطالبة باستقالة غديرة في وقت تتحدث فيه بعض المصادر عن احتمال إجراء رئيس الحكومة يوسف الشاهد تعديلاً حكومياً جديداً سيشمل بعض الحقائب الوزارية، من بينها النقل والشباب وغيرها.وأنيس غديرة هو قيادي في حزب «نداء تونس» وسبق أن شغل عدداً من المناصب من بينها كاتب دولة مكلف بالإسكان ومن ثم وزير للنقل في حكومة الحبيب الصيد، حيث حافظ على منصبه الأخير في حكومة الشاهد، وهذه المرة الثالثة خلال أشهر التي يتم فيها المطالبة باستقالته إثر تزايد الحوادث والتجاوزات في عهده.(القدس العربي)