سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
48 % من حالات الطلاق في تونس بسبب "الإنفاق الأسري".. مختص في علم الإجتماع ل"الصباح نيوز": لم يعد الزواج رباطا مقدّسا بل أصبح "مُجرّد شراكة" وأكبر مؤسسة "فاشلة"
أجرى المعهد الوطني للاستهلاك دراسة مفصلة حول تطور الانماط ... حيث توصل الى أن هنالك 48% من حالات الطلاق في تونس تعود لضغوط الإنفاق الأسري.... وتدفع نتائج الدراسة إلى التساؤل حول أسباب ارتفاع هذه النسبة، رغم أن هنالك أسباب أخرى تدفع بالزوجين الى الطلاق. وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع المختص في علم الإجتماع طارق الحاج محمد حول قراءته لنتائج الدراسة، فقال: "إذا نظرنا الى الزواج من وجهة نظر أخلاقيّة نعرّفه بأنّه رباط مقدّس واذا نظرنا اليه من وجهة نظر قانونية نعرّفه بأنه عقد يجمع بين طرفين أما اذا نظرنا اليه من وجهة نظر اقتصادية نقول أنه مؤسسة تعتمد على الشّراكة". واعتبر طارق الحاج محمد أن "تراجع التعريف الأخلاقي للزواج من أنه رباط مقدس الى تعريفه بأنه مجرّد عقد ومؤسسة تحضر فيها حسابات الربح والخسارة أدى الى ارتفاع نسبة الطلاق، هذا فضلا عن أن زيادة الأزمة الإقتصادية وتراجع مساحات التكافؤ والمودّة والمشروع المشترك للزوجين فكان للجانب المادي التأثير الأوّل في الحفاظ على الإستقرار الأسري. واكد أنه "بقدر ما تسوء الوضعية المادية سواء لأسباب ذاتية أو موضوعية بقدر ما تتوتر العلاقات الزوجية خاصة أمام تراجع القدرة الشرائية واستفحال الأزمة الإقتصادية وطغيان مشاعر الطمع والشجع والأنانية، حيث أصبح ينظر الى الزواج على أنه مجرد شراكة قانونية يقع فضها وتصفيتها كما تصفى الشركات المفلسة، مضيفا: "ورغم أن العنصر المادي له تأثير في استمرارية مؤسسة الزواج من عدمها الا أن هنالك أسباب أخرى اشار أوّلها أن مقاييس اختيار القرين والتي كانت تعتمد على التوافق والحلم المشترك والتكافؤ تغيّرت وأصبحت تعتمد اليوم على مجرّد حسابات وانتقاء مصالح.. وثانيا أن الزواج في تونس لم يعد هدف في الحياة بل أصبح مجرد محطة في الحياة يمكن أن تنجح أو تفشل باعتبار أن الأولوية عند التونسيين الدراسة والعمل قبل الزواج... وثالثا أن زواج الأقارب تراجع كما تراجعت تقنيات ووسائل الوساطة التي كان يقوم بها "الكبار" في العائلات وأصبحنا اليوم نلتجئ الى القضاء عند أول اشكال يعترضنا". كما أكد المختص في علم الإجتماع طارق الحاج محمد أن أكبر مؤسسة "مأزومة" و"فاشلة" هي مؤسسة الزواج فرغم تعقيد وطول إجراءات الطلاق فقد صدر عن احصائية لوزارة العدل في 2014 تسجيل حالة طلاق بمعدل كل أربعين دقيقة.