- رئيس الجمهورية طرح أفكارا والأفكار ليست موقفا ولا قرارا يتطلب ردا أو قرارا - البعض يراودهم الحلم بإعادة التونسيين إلى استقطاب جديد متجدد بين حماة الدين وحماة الحداثة طرح مقترح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي المساواة بين الجنسين في الميراث والذي أعلن عنه في خطابه بمناسبة عيد المرأة يوم الأحد الماضي الموافق ل13 أوت الجاري، جدلا على الساحة الوطنية وكذلك العربية، آخرها موقف "الأزهر". وفي هذا السياق، تحدّثت "الصباح نيوز" مع القيادي والنائب عن حركة النهضة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سابقا، سمير ديلو. وبخصوص رأيه في ما تضمنته دعوة الباجي حول المساواة بين الجنسين في الميراث، قال ديلو ان "رئيس الجمهورية لم يقدم مبادرة وإنما طرح أفكارا وكون لجنة"، معتبرا أن "الأفكار ليست موقفا ولا قرارا يتطلب ردا أو قرارا". كما قال ان الطرف الذي عليه التفاعل مع طرح رئيس الجمهورية ليس حركة النهضة تحديدا بل عموم المواطنات والمواطنين.. مضيفا: "كل ذات رأي وكل ذي موقف واجتهاد سواء كان المعنيون سياسيين أو من أهل الفكر والفقه والثقافة والفن...". فتح المجال لجدل... وعن موقف دار الافتاء من مقترح المساواة في الميراث، ردّ ديلو: " إن صح ما نقل عن دار الإفتاء فهو في تركيبه أقرب إلى المغالاة في المجاملة وتمحض المديح منه إلى إبداء رأي عميق ومعلل .. وقد فتح المجال لجدل افتتحه رد الازهر الشريف ( الذي اعتبر ما ورد في بيان مفتي تونس تبديدا لا تجديدا ..!) ، وهي سجالات مفيدة إن التزمت آداب الحوار وابتعدت عن التوظيف والتوظيف المضاد ". وبخصوص مساندة حركة النهضة للمقترح داخل مجلس نواب الشعب ان تم تمريره لقبة البرلمان، قال ديلو: "لسنا - لحد الآن- إزاء مقترح ولا مشروع قانون وبالتالي فالبرلمان ليس معنيا بعد، ويبقى النواب معنيين بالطبع كفاعلين سياسيين ومواطنين ولا معنى للحديث عن موقف إزاء فرضيات لا يعلم أحد مضمونها النهائي ..!". استقطاب جديد متجدد أما في ما يهم بعض القراءات التي اعتبرت أن دعوة الباجي "حشرت النهضة في الزاوية"، اعتبر سمير ديلو أنه "لا معنى لاعتبار ما ورد في خطاب الرئيس " حشرا للنهضة في الزاوية " فهي ليست ناطقة باسم الشرع ولا الوكيل الحصري لتأويل آيات الله و قد حصلت في مارس 2011 على ترخيص حزب سياسي لا دار فتوى ..! ، كما أنّ "النهضة معنية بالشأن الديني بحكم مشاركتها في سن القوانين التي تنظم حياة المواطنات والمواطنين في جميع المجالات ( بما في ذلك ما يطال الشأن الديني ) وبحكم مشاركتها في حكومة تتبعها دار إفتاء ووزارة للشؤون الدينية .. لا يخفى على أحد أن حلما يراود البعض بإعادة التونسيين إلى استقطاب جديد متجدد بين حماة الدين وحماة الحداثة ، بين نسويين مفطورين على عشق المساواة منذ الولادة ..! وذكوريين معادين للمساواة.. و للمرأة بالفطرة! ". مماحكات مجانية وختاما وفي ما يتعلق بتصريح رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي بأن "الباجي أراد إذلال النهضة وإضعافها"؟، ردّ سمير ديلو قائلا: "أحمل للدكتور المرزوقي احتراما كبيرا كرئيس سابق وكمناضل سياسي وحقوقي جمعتنا به محطات كثيرة قبل الثورة وبعدها ولكن تلاحق الأحداث بعد الثورة وخاصة تجربة الحكم جعلت بعض الاختلافات في وجهات النظر تشوب علاقاتنا ورغم ما نشعر به من ظلم بوصمنا بالأيادي المرتعشة وبالتردد والتفريط فعسى أن لا يؤدي الشطط في التقدير والمغالاة وتزكية النفس إلى الدفع لمماحكات مجانية تفسد الود الذي بيننا" وعودة لخطاب رئيس الجمهورية، قال ديلو: "ما يهمني التعليق عليه فيه هو ما قال والدلالات المحتملة والسائدة له أما ما أراده أو فهم البعض لما أراده فهو شأنه وشأنهم ...!"