مع ظهور بعض التقلبات المناخية نهاية هذا الأسبوع في ولاية قبلي، وتواصل تسجيل نقص في توفير البلاستيك والناموسية المستعملتين في حماية عراجين التمور من الأمطار، تضاعفت مخاوف فلاحي الجهة من تأثر جودة صابة هذا الموسم التي كانت تبشر بالخير من حيث الكم والنوع. وقد أعرب، صباح اليوم الأحد، عدد من فلاحي معتمدية قبلي الجنوبية عن قلقهم إزاء هذا الوضع، على غرار، محمد بن نصر، أصيل منطقة جمنة، الذي لم يخف استغرابه من استهتار الادارات الجهوية ذات الصلة في التعامل مع صابة تمور هذا الموسم، وذلك في ظل تواصل أزمة توفير البلاستيك والناموسية المستعملتين في تغليف العراجين قصد حمايتها من التلف الذي يصيبها جراء تساقط الامطار. وأوضح، في تصريح لمراسل "وات" بالجهة، أن النقص المسجل في توفير الأدوات المذكورة أعلاه متواصل منذ قرابة الشهر وانجرت عنه عديد الممارسات التي ضاعفت من معاناة الفلاحين الذين باتوا يلتجؤون الى شراء البلاستيك والناموسية من المضاربين بأسعار تفوق بكثير السعر المحدد لبيعها من قبل المجمع المهني المشترك للغلال، حيث يصل سعر الوحدة من الناموسية إلى 700 مليم في حين أن السعر المحدد لبيعها هو 400 مليم ويتم بيع البلاستيك بثمن يتجاوز الوزن الحقيقي للوحدة او ما يعبر عنه فلاحو الجهة ب (الرولو) بحوالي 20 دينارا. ودعا، في هذا الصدد، السلط الجهوية الى التدخل السريع لوضع حد لهذا التلاعب والاحتكار والمضاربة بالمواد الفلاحية المدعومة والتثبت من مسالك توزيع البلاستيك والناموسية بالطرق القانونية. من جهته، أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بقبلي، توفيق التومي، في تصريح لمراسل "وات"، على وجود إشكال كبير في توفر الأدوات المخصصة لحماية صابة التمور لهذا الموسم، باعتبار أن التزويد لم يكن بالكميات الكافية المطلوبة من فلاحي الجهة وخاصة في ما يتعلق الناموسية، حيث تشير التقديرات إلى ضرورة توفير حولي مليون و500 ألف وحدة منها للجهة، إلا أنه لم يتم توفير إلا حوالي نصفها. وأضاف أن الاتحاد راسل وزارة الإشراف والمجمع المهني المشترك للغلال من اجل الإسراع بتأمين حاجيات الجهة من البلاستيك والناموسية قصد حماية صابة هذا الموسم، خاصة وان التمور باتت تؤمن للبلاد عائدات هامة من العملة الصعبة سنويا تساهم في تعديل الموازنات المالية للدولة، لافتا إلى أن الاتحاد الجهوي يطرح كافة الخيارات التصعيدية في صورة تواصل تجاهل حاجيات فلاحي الجهة. و أشار المصدر ذاته إلى أن النقص المسجل في توفر هذه الأدوات أدى إلى ظهور المضاربات في عملية البيع خاصة وان توزيعها يتم بطرق ملتوية، على حد تعبيره. في المقابل، أكد ممثل المجمع المهني المشترك للغلال بالجهة، عياض بن حمد، لمراسل "وات" على سعي المجمع إلى تأمين حاجيات الجهة من البلاستيك والناموسية التي يعود نقصها بالأساس إلى التوسع المتواصل في المساحات المنتجة سنويا، وفق تقديره. وأوضح أن المجمع وفر إلى حد الأن 366 طنا من البلاستيك، وحوالي 776 الف وحدة من الناموسية، لفلاحي الجهة تم رفعها كليا في حين شهد الموسم الفارط توفير 300 طن من البلاستيك تم رفع 170 طن منها فقط، و800 الف وحدة ناموسية تم رفعها كليا من قبل المجامع المائية، مؤكدا انه سيتم، يوم غد الاثنين، تأمين وصول 15 طن من البلاستيك الى الجهة لتلبية طلبات الفلاحين، مع تواصل جلب هذه المادة لسد النقص الحاصل. وبلغ عدد العراجين التي تم تغليفها الى حد الان بمختلف واحات ولاية قبلي ما يقارب ال10 ملايين و500 الف عرجون، في حين تم تغليف 10 ملايين عرجون فقط في الموسم الفارط، ويقدر عدد العراجين التي تم تلقيحها من نوع دقلة النور لهذا الموسم باكثر من 27 مليون عرجون، حسب ما ذكره ذات المصدر. من جانبه، أبرز والي قبلي، سامي الغابي، لمراسل (وات)، انه في إطار متابعة التحركات الاحتجاجية للفلاحين جراء النقص المسجل في توفر أدوات حماية الصابة او التلاعب في عملية توزيعها، تم اقرار بعث لجنة جهوية تشرف على عملية توزيع الكميات التي ترد على الجهة بالطرق القانونية، وفي المسالك الصحيحة، مشيرا إلى أنه اتصل بوزارة الاشراف وبالمدير العام للمجمع المهني المشترك للغلال الذي أكد له تسخير وحدة تصنيع البلاستيك لتأمين كافة حاجيات الفلاحين من هذه المادة.(وات)
