دعا زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي منسوب إليه تداولته حسابات جهادية على الإنترنت، أنصاره إلى «الصبر والثبات» في وجه المتحالفين ضدهم في سورياوالعراق. ويأتي نشر هذا التسجيل الذي لا يمكن التأكد منه أو من تاريخه أو مكانه في ظل خسائر عسكرية كبيرة تلحق بالتنظيم في سوريا على أيدي قوات النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا، و»قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن، وفي العراق على أيدي القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكية. وتحدث صاحب التسجيل عن الهزائم التي مني بها تنظيم «داعش» في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى «الدماء التي سفكت» في «الموصل وسرت والرقة والرمادي وحماة». وخسر التنظيم المتطرف مدينة سرت الليبية في ديسمبر 2016، والرمادي في العراق في فيفري 2016، والموصل، ثاني مدن العراق، في جويلية 2017. كما أن معاقله الأخيرة في الرقة في شمال سوريا وغيرها على وشك السقوط. وتعود آخر رسالة للبغدادي إلى نوفمبر 2016. وتجري الولاياتالمتحدة تحقيقات حول التسجيل الصوتي المنسوب إلى البغدادي، الذي بث الخميس، وقالت الخارجية الأمريكية إنها لا تستطيع تأكيد صحة التسجيل الصوتي المنسوب لزعيم تنظيم «داعش». وقال مصدر في أجهزة الاستخبارات «تم إبلاغنا بالتسجيل الصوتي المنسوب إلى أبو بكر البغدادي، ونتخذ خطوات للتدقيق فيه. مضيفا «ليست لدينا أسباب للشك في صحته، إلا أننا لم نتثبت من ذلك في هذه المرحلة». وخلال الأشهر الأخيرة انتشرت العديد من الشائعات حول مقتله. وقال الجيش الروسي في منتصف جوان إنه يحاول إثبات ما إذا كان البغدادي قتل في غارة جوية روسية في سوريا في ماي. وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار، وترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية. لكن في الأول من سبتمبر، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن زعيم تنظيم «داعش» على قيد الحياة على الأرجح، وإنه مختبئ في مكان ما في وادي الفرات في الشرق السوري. ويعتقد أنه غادر الموصل مطلع عام 2017. ويتعرض تنظيم «داعش» حاليا في دير الزور في شرق سوريا لهجومين: الأول من «قوات سوريا الديمقراطية» والثاني من قوات النظام السوري. وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، وهو من مواليد العراق ويبلغ من العمر 46 عاما، في جويلية 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل.