سُجّل في السنوات الأخيرة "انفلات كلي" تقريبا من حيث تركيز مخفضات السرعة بالطرقات المعروفة ب"الدودان" في ظل غياب لأبسط شروط وقواعد التركيز ومع انعدام كلي لتأشير وجود المخفضات في عدد من مناطق العمران، خاصة مع إقدام عدد من المواطنين على تركيز مخفضات بمفردهم في عديد الطرقات ما من شأنه أن يتسبب في حوادث مرور لا التقليل منها. وفي هذا السياق، تمّ مؤخرا إصدار قرار من وزير الداخلية ووزير الشؤون المحلية والبيئة ووزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية مؤرخ في 11 سبتمبر 2017 يتعلق بالمصادقة على شروط وقواعد تركيز مخفضات السرعة على الطرقات العمومية. وينص القرار الجديد، على أن "تكون وجوبا مخفضات السرعة وكذلك الشروط الفنية لتركيزها على الطرقات العمومية ووضع إشاراتها مطابقة للقواعد المنصوص عليها وان تتم وجوبا ملاءمة مخفضات السرعة التي تم تركيزها على الطرقات العمومية قبل صدور هذا القرار مع القواعد الفنية الجديدة في أجل أقصاه أربع سنوات من تاريخ دخول هذا القرار حيز التطبيق على أن يخفض الأجل إلى ستة أشهر بالنسبة إلى مخفضات السرعة التي يفوق ارتفاعها ثلاثة عشر سنتيمتر، أو يفوق ارتفاع بدايتها سنتمترين، أو يفوق حاصل قسمة الارتفاع على طول الرسم الجانبي الطولي 1/30. وبانقضاء الأجلين المذكورين تتم وجوبا إزالة المخفضات التي لا تستجيب لمقتضيات الفقرتين السابقتين من هذا الفصل. كما أنّ كل مخفض عشوائي يتم تركيزه على الطرقات العمومية لإجبار السائقين على تخفيض سرعة عرباتهم يجب إزالته على الفور، ويعاقب كل مخالف بخطية طبقا للتشريع والتراتيب الجاري بها العمل...". وزارة التجهيز تقدّم التفاصيل ولمزيد الاستفسار حول الموضوع اتصلت "الصباح نيوز" بمكلفة بمهمة بديوان وزارة التجهيز والاسكان عويشة بدّاي، التي أكّدت أنه سيتم تعميم هذا القرار في أجل أقصاه 4 سنوات بكامل تراب الجمهورية، خاصة أمام الانفلات الكلي بالنسبة للمخفضات العشوائية التي تم تركيزها بعدّة طرقات عمومية تتوزع على كامل تراب الجمهورية. وأشارت إلى أن هذا القرار جاء للعمل على "القطع مع مفهوم الطريق وسرعته العالية وحمل مستعملي الطريق على التقليل من السرعة". وأوضحت بدّاي انّ منطقة عبور العربات داخل مواطن العمران تنقسم إلى 3 "مشاهد"، الأول "منطقة الاقتراب" أين السرعة لا تتجاوز ال70 كلم في الساعة، والثاني "منطقة العمران" أين السرعة لا تتجاوز ال50 كلم في الساعة والثالث "منطقة ذات خصوصية" أين السرعة لا تتجاوز ال30 كلم في الساعة، مضيفة أنه يجب، وفق ملحق القرار الجديد احترام قاعدة الثلاث تحضيرات على الأقل بمنطقة الاقتراب والتي تتمثل في وجود مخفض للسرعة وتشوير أفقي وعمودي والاضواء. شروط مُخفّض السرعة وفي هذا السياق، قالت انه تمت الدعوة لتهيئة الفضاءات للغرض من خلال تغليف الطريق وتركيز مساحات خضراء في مداخل مناطق الاقتراب... ومن جهة أخرى، قالت ان هذا القرار الصادر بالرائد الرسمي تضمن مفهوم مخفض السرعة وهو عبارة عن ارتفاع محلي لسطح الطريق، حيث توجد 4 أنواع من المخفضات وهي المُحدّب والمعروف ب"الدودان"، المُسطّح، الوسادة، والمُسطّح الممتد، مشيرة إلى أن هذه المخفضات لها خاصيات تتمثل في كونها يجب أن تكون ملتصقة لسطح الطريق ولا تكون مصدر إزعاج لمستعملي الطريق، وأن يكون لونها مختلف عن لون الطريق وأن لا تُعطّل سيلان المياه. كما أشارت إلى أن هذه الأنواع من المُخفضات لا يجب أن تتجاوز المسافة الفاصلة بين التهيئة والمنخفض أو المنخفضين المتتاليين 150 متر وأن لا تقل المسافة الفاصلة بين منخفضين متتاليين عن ال30 مترا، مع إلزامية وضع عاكسات للضوء للتحذير من وجود مُخفّض للسرعة وذلك بهدف تأمين السلامة على الطرقات في المناطق الخطرة ليلا وعند فترة الشفق أو عند حجوب الرؤية. "الدودان" والمُسطّح وفي ما يتعلق بالنوعين الأولين من المخفضات أي المُحدّب والمعروف ب"الدودان" والمُسطّح، قالت عويشة بدّاي أنه يجب أن يكون لها نفس الارتفاع على كامل المقطع العرضي للطريق وأن يكون تركيزها متعامد مع محور الطريق ومقتصر على منطقة العمران التي لا تتجاوز فيها السرعة 30 كلم في الساعة، كما لا يجب أن تُشكّل خطرا على المترجّلين والدراجات، مشيرة إلى أن تركيز هذا النوع من المخفضات يُحجّر في الطرقات ذات حركة المرور التي يفوق معدلها اليومي السنوي 3 آلاف عربة و300 شاحنة، وكذلك خارج مناطق العمران وبالطرقات التي تجوبها وسائل النقل العمومي للأشخاص والمستعملة باستمرار من سيارات النجدة والإسعاف إلا بعد الحصول على موافقة من المصالح المختصة، وبالطرقات التي يفوق انحدارها 4 بالمائة والمنعرجات التي يقلّ شعاعها عن 200 متر. كما أضافت أنّ "الدودان" والمُسطّح ارتفاعها لا يتجاوز 10 صنتيمتر وطولها 4 متر وارتفاع بدايتها أقل من 5 مم. "الوسادة" و"المُسطّح الممتد" وبالنسبة ل"الوسادة"، قالت عويشة بدّاي ان ارتفاعها يتراوح بين 6 و7 صنتيمتر وانحدارها لا يفوق 6 بالمائة، ولا تُوضع على مسافة أقل من 15 مترا من محطة وقوف الحافلات، مضيفة أن" هذا النوع من المُخفضات يمكن تركيزه داخل وخارج مناطق العمران ولكن يُحجّر تركيزه بالطرقات التي تفوق كثافة المرور اليومي السنوي بها 6 ألاف عربة، وبالطريق التي بها أكثر من سبيل. وعن "المُسطّح الممتد"، قالت عويشة بدّاي ان طوله لا يجب أن يقل عن 8 متر وارتفاعه يصل إلى 15 صنتيمتر وارتفاع بدايتها أقل من 5 مم، ويستعمل داخل وخارج مواطن العمران، بينما يُمنع تركيزه في المنعرجات التي يقلّ شعاعها عن 50 متر. وفي نهاية حديثها معنا، قالت عويشة بدّاي ان هنالك مشروع أمر حول معلوم خطايا الاعتداء على الطريق سيتم نشره قريبا بالرائد الرسمي يُحدّد الخطايا والمخالفات التي تتعلق بتركيز مُخفضات سرعة لا تستجيب لشروط وقواعد تركيز مخفضات السرعة على الطرقات العمومية الجديدة. فهل تنتهي بذلك معاناة مستعملي الطريق مع مُخفضات السرعة العشوائية؟