نظمت الجامعة المهنية المشتركة للسياحة ندوة صحفية قدّمت فيها مقترحاتها لتطوير السياحة التونسية والخروج بها من الأزمة الخانقة بعد الانزلاق الكبير والتراجع الذي عرفه القطاع منذ سبع سنوات. وأعلنت الجامعة في هذا اللقاء عن قائمة تتكون من 14 منتوجا ومهنة سياحية قال رئيسها حسام بن عزوز بأنها ذات إمكانيات عالية، قادرة على النهوض بالقطاع السياحي بالتوازي مع السياحة الشاطئية التقليدية المعروفة بها بلادنا. وهذه المنتوجات السياحية تنضوي تحت الجامعة في إطار مجمعات المهنية، هي الإقامات البديلة (ديار الضيافة)، سياحة الغولف،السياحة الاستشفائية (سياحة طبية ومعالجة بمياه البحر والمياه المعدنية)، السياحة الصحراوية وسياحة المغامرات، السياحة الثقافية، سياحة التنشيط الثقافي والمهرجانات ،سياحة الطيران، سياحة المؤتمرات والأعمال، السياحة الأيكولوجية، سياحة السيارات ،سياحة الغوص، سياحة القوارب، السياحة الفلاحية ،السياحة الرياضية. وأفاد نفس المصدر أن مجمعات مهنية أخرى انظمت إلى الجامعة المهنية للسياحة تتمثل في وكالات الأسفار ، مرشدين سياحيين، خبراء السياحة، والسياحة الرقمية. ودعا في هذا السياق إلى تطوير هذه المنتوجات السياحية لتمديد النشاط السياحي على مدار السنة ،وفي كل جهات البلاد حسب خصوصية كل جهة وإخراجه من الموسمية، كما قدّم خارطة عمل خاصة بكل منتوج. وأكد أن الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية نشأت منذ مارس 2016 وهي نقابة مهنية مستقلة، تسعى إلى ضم جميع المتدخلين في القطاع و تقدم رؤية استراتيجية جديدة من أجل تجديد وتنويع المنتوج. تمّ تأسيسها لسدّ الفراغ المسجل في تمثيلية العديد من المتدخلين وتقديم خطة عمل واقعية لتجديد المنتوج السياحي والنهوض بالقطاع. و إحداث التكامل بينالسياحة الشاطئية و السياحة المختصة . واعتبر أن تنويع المنتوج أصبح ضرورة ملحة اليوم قصد الاستجابة للطلب المحلي والعالمي الذي ما انفك يتجه نحو الاختصاص. فضلا عن السعي للتخلّص من حصر السياحية في موسم واحد أو جهة معينة.إلى جانب استقطاب فئات سياحية لها قدرة شرائية عالية و تحسين المداخيل السياحية بالعملة الصعبة. مع السعي إلى استقطاب نوعية من السياح أقل هوساً بالمخاطر الأمنية. التخصص ضرورة للإقلاع لم ينكر نفس المصدر الجهد الذي بذلته الدولة من أجل تنويع المنتوج السياحي من خلال اختصاصات جديدة نجد على رأسها المعالجة بمياه البحر والمياه المعدنية، سياحة الأعمال، الغولف، السياحة الثقافية، السياحة الإيكولوجية. لكن هذا التنويع في رأيه يشكو في نفس الوقت من بعض الاخلالات خاصة على مستوى تطوير المنتوج. كما أن بعض الاختصاصات الأخرى بقيت حكرا على التجارب الخاصة دون دعم مؤسساتي مثل ديار الضيافة، السياحة الطبيعية، سياحة المغامرات، سياحة المؤتمرات، السياحة الرياضية (المارطونات). ودعا كل الناشطين في كل مجالات السياحة المتخصصة، أن يلعبوا دوراً مباشراً في المساهمة في وضع استراتيجية لتطوير وتنويع المنتوج. ولا يمكن لهذه الاستراتيجيا أن تنجح إلا بالتنسيق مع وزارة السياحة والوزارات الأخرى المعنية بالنشاط السياحي مثل وزارة الثقافة بالنسبة للسياحة الثقافية، ووزارة الفلاحة فيما يخص السياحة الفلاحية ووزارة الصحة فيما يخص السياحة الاستشفائية أو الصحية. واعتبر السيد حسام بن عزوز عدم وجود هذه الخطة الاستراتيجية المشتركة بمثابة خطر محدّق بالسياحة التونسية، بناء على أنّ السياحة المتخصصة في العالم نجحت في تحقيق المداخيل الضخمة و أرقام المعاملات الكبرى، لا سيما السياحة الثقافية، سياحة الأعمال والسياحة الاستشفائية. منتجات سياحية جديدة واعدة وخلال الندوة عرضت المجامع المهنية المنضمة إلى الجامعة برامجها لتطوير هذه الاختصاصات الجديدة الواعدة ، مثل مجمع السياحة الفلاحية الذي يشتغل على الإقامات الفلاحية ويجمعه في هذا الإطار برنامج عمل بالتعاون مع الإدارة العامة للفلاحة البيولوجية. و برنامج تكوين لمهن المعالجة بمياه البحر بالتعاون مع الديوان الوطني للمياه المعدنية بالنسبة للمجمع المهني للمعالجة بمياه البحر. اعتماد مواصفات عالمية في مجال السياحة الطبية بالتعاون مع الديوان الوطني للسياحة والمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية بالنسبة للمجمع المهني للسياحة الطبية. فضلا عن إنجاز مشروع لمركز رياضة الطيران "السياحة الجوية "بزغوان من طرف مجمع سياحة الطيران، و إنشاء موقع لبيع وتحسين الاستقطاب السياحي لمهرجان "جاز قرطاج" بالشراكة مع شركة سكوب scoopبالنسبة للمجمع المهني لسياحة المهرجانات، و مجمع سياحة الأعمال الذي استقبل أول وفد "Incentive" في الجنوب التونسي منذ الثورة. وفي نهاية مداخلته قال رئيس الجامعة أن احتكار وزارة السياحة للقطاع لم يعد مجديا، فالقطاع في انحدار منذ سنة 2010 ،ومن الضروري التفكير الجدي في إنقاذ 700 نزل سياحية بالبلاد وتشجيعها على الانفتاح على منتوجات جديدة تضمن لها المردودية . وذلك من خلال تشريك كل الوزارات ذات العلاقة لدفع الاختصاصات المذكورة وإنجاحها . وعبر عن استبشاره من تجاوب وزارة السياحة الإيجابي مع هذه المقترحات، وكذلك اللجنة المختصة صلب مجلس نواب الشعب.