نجح اليوم شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة خلال الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 14 جانفي في تحقيق ما لم تستطع أن تحققه جميع الأطياف السياسية بالبلاد منذ سنتين. فقد تمكن من جمع مختلف الأطياف السياسية بالبلاد على امتداده من الحزب الاشتراكي وحركة الشعب والحزب الجمهوري والجبهة الشعبية ونداء تونس وحركة النهضة وأهالي الشهداء وبالطبع رابطات حماية الثورة التي كانت حاضرة بقوة ومن مختلف فروعها بالجهات. وقد تمركزت تعزيزات أمنية مكثّفة في شارع الحبيب بورقيبة وشارع محمد الخامس تحسبا لاي مناوشات او اشتباكات بين الانصار ومن بين هذه الاحزاب نداء تونس، حيث تجمّع عدد كبير من أنصاره على مستوى شارع محمد الخامس ،رافعين شعارات تعبر عن عدم رضاهم لما الت اليه الامور بعد عامين من الثورة على غرار "وين حق الشهيد" "دستورنا وين" "بورقيبة حي وما فهمو شيء" "رابطات حماية الثورة ديقاج". هؤلاء الأنصار جاؤوا من مختلف جهات البلاد بجميع الشرائح العمرية أطفالا وكهولا وشيوخا من جهة أخرى اجتمعت أعداد كبيرة من أنصار حركة النهضة في شارع الحبيب بورقيبة وسط منصة اعتلاها عدد من الأئمة والمشايخ من بينهم الحبيب اللوز وقد رفع فيها العلم الوطني وعلم فلسطين وعلم السعودية ورايات التوحيد وشعارات مثل "الشعب يريد تدعيم موقع اللغة العربية في الدستور" و"الشريعة الإسلامية رحمة للإنسانية" كما اجتمع أهالي شهداء الثورة وجرحاها وهو يطوفون بساعة الحبيب بورقيبة منددين بسياسة التسويف التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع ملفاتهم ومطالبين بالتسريع في حلها، ومرددين شعارات على غرار "قبر يضمني ولا RCD يذلني" وانطلقت مسيرتان للحزب الجمهوري والجبهة الشعبية نحو شارع محمد الخامس ولكن المثير للاهتمام بشارع الحبيب بورقيبة هو الاستفزازات والشتائم المتبادلة بين الأطراف السياسية فأنصار النهضة ورابطات حماية الثورة سعت الى السيطرة على ساحة 14 جانفي واعترضوا مسار الوقفة الاحتفالية للحزب الجمهوري والجبهة الشعبية وتبادلوا الشتائم من قبيل "يا جماعة الصفر فاصل" "بن علي هرب عليكم" "بوكم الحنين خلاكم" "ايجاو خوذوا الفلوس"