تعيش بعض المدن الريفية وحتى المناطق الحضارية حالة من التسيب والانفلات فيما يتعلق بالكلاب السائبة والقطط. فالمارة ومستعملو السيارات دائما ما تعترض سبيلهم الكلاب السائبة التي تسبب حالة من الرعب والذعر لهم ولاطفالهم وخاصة عند نزول الظلام وفي الصباح وفق رزنامة اخراج المواطنين للزبالة حيث تنتشر في الازقة والشوارع اتعيث في اكياس الزبالة حتى المعلق منها فسادا وفي هذا السياق اوضحت لل"الصباح نيوز" الدكتورة البيطرية في وزارة الصحة والمكلفة ببرنامج مقاومة داء الكلب اشراف الزاوية ، ان 3 اصابات بداء الكلب للانسان وقع تسجيلها في السنة الماضية. وحسب نفس المصدر فان هذه الحالات سجلت في كل من ولايات سيدي بوزيد والقيروان والكاف اما بالنسبة للاصابات في صفوف الكلاب والقطط فقد وقع تسجيل 260 حالة اصابة على كامل تراب الجمهورية سنة 2012 في حين سجلت سنة 2010 حوالي 125 اصابة للحيوانات وتعود اسباب هذا الارتفاع في تسجيل حالات الاصابة بين 2010 و2012 حسب محدثتنا الى غياب الامن في بعض الجهات وهو ما يحول دون امكانية اجراء التلاقيح وغياب الحملات التحسيسية اللازمة كذلك احتراق بعض السيارات التي كانت تسهل عملية التنقل للاطباء البياطرة لاجراء التلاقيح وبالتالي فان الوضع سنة 2011 الذي تزامن مع ثورة 14 جانفي يمكن القول انه هو المتسبب في ارتفاع حالات الاصابة بداء الكلب،هذا فضلا عن غياب العناية بالمحيط والقاء الفضلات في غير الاماكن المخصصة لها وتكاثر الكلاب السائبة. ودعت الدكتورة البيطرية اشراف الزاوية الى تطبيق 3 اجراءات اساسية لتفادي الاصابة وانتشار هذا الداء وهي اجراء التلاقيح اللازمة للكلاب والقطط وخاصة الموجودة بالمنازل اولا وإجراء التلاقيح اللازمة اذا ما تعرض احد للعض او الخدش من الكلاب او القطط ثانيا علما وان التلاقيح مجانية وثالثا حث كل الاطراف على العناية بالمحيط في انتظار ان تحدد وزارة الصحة رزنامة واضحة لتحديد مواعيد اجراء التلاقيح في مختلف الجهات تجدر الإشارة إلى انه سنويا تقع الإحاطة الطبية وإجراء التلاقيح لحوالي 30 الى 35 الف شخص على كامل تراب الجمهورية. نشير كذلك الى ان فترة حضانة داء الكلب تتراوح عادة بين شهر واحد وثلاثة أشهر، ولكنّها قد تتراوح أيضاً بين أقلّ من أسبوع وأكثر من سنة. وتتمثّل أعراض المرض الأولى في الحمى وألم يُصاب به الشخص الموبوء في غالب الأحيان أو شعور بالوخز أو النخز أو الحرق غير المبرر في موضع الجرح. وحيث إنّ الفيروس ينتشر في الجهاز العصبي المركزي، فإنّه يُلاحظ وقوع التهاب تدريجي في الدماغ والنُخاع يؤدي إلى وفاة المصاب به. ويمكن أن يعقب ذلك ظهور شكلين من المرض يتمثّل أحدهما في داء الكلب الهياجي الذي يُبدي المصابون به علامات فرط النشاط ورهاب الماء والهواء أحياناً. وبعد مضي بضعة أيام تحدث الوفاة نتيجة فشل قلبي تنفسي. أمّا داء الكلب الصامت فهو يقف وراء حدوث 30% من مجمل الحالات البشرية. ويتسم هذا الشكل من المرض بوخامة أقلّ من الشكل الهياجي ويستغرق فترة أطول منه. وتُصاب العضلات، تدريجياً، بالشلل، انطلاقاً من موضع العضّة أو الخدش. وتتطوّر الأعراض، ببطء، إلى غيبوبة تعقبها الوفاة في آخر المطاف. وكثيراً ما يُساء تشخيص هذا الشكل المسبّب للشلل، ممّا يسهم في نقص الإبلاغ عن المرض.